يحلو للبعض أن يقول إن الإنسان إذا ما تقدم بالعمر فلا بد أن يصاب بشيء من الحلاوة في الدم أو الملوحة، فالحلاوة تشير إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم والإصابة بالسكري، والملوحة تشير إلى ارتفاع ضغط الدم الذي يعتقد أن الملح يلعب دورا فيه. ولنا نحن الجزائريون حصة كبيرة من الملوحة والحلاوة، وهذا ما تكشف عنه أرقام منظمة الصحة العالمية والجمعيات المحلية المتخصصة، مما يرفع مخاطر التعرض لمضاعفات هذه الأمراض مثل الجلطات القلبية والسكتات الدماغية، والعمى وبتر الأطراف. ويقوم الجسم بهضم الغذاء وامتصاصه إلى الدم، حيث تقوم خلايا الجسم بأخذه على صورة الغلوكوز. وفي داء السكري يحدث ارتفاع في مستوى السكر في الدم نتيجة إما لنقص إفراز الجسم من هرمون الإنسولين، كما يحدث في النوع الأول من السكري، وإما لنقص استجابة الخلايا وحساسيتها للإنسولين، كما يحدث في النوع الثاني من السكري. ويتم تشخيص المرء بالإصابة بالسكري إذا كان مستوى السكر لديه في الدم بعد الصيام -طوال الليلة السابقة للفحص- 126 مليغرام لكل ديسيليتر. ويؤدي المرض إلى العديد من المضاعفات إذا لم تتم السيطرة عليه وإعادة السكر في الدم إلى قراءاته الطبيعية. وتلعب عدة عوامل دورا في الإصابة بالسكري، فبالنسبة للنوع الأول يعتقد أن لجهاز المناعة دورا كبيرا في الإصابة، إذ إنه يهاجم خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين ويدمرها. أما في النوع الثاني من السكري فأبرز عوامل الإصابة هي الوراثة وزيادة الوزن وقلة النشاط الجسدي، والإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم. وتبين النسب المئوية للأشخاص ممن هم في عمر 25 عاما أو أكبر الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، المصابين بارتفاع السكر في الدم، وذلك في الوطن العربي. أي إن مستويات السكر لديهم 126 مليغرام أو أكثر لكل ديسيليتر، نجد أن الجزائر تحوي 9 بالمائة ذكور و9.3 بالمائة إناث فيما يخص الإصابة بالسكر بالمقارنة مع النسب المسجلة في الوطن العربي، حسب الجدول المقدم من منظمة الصحة العالمية بالمقارنة بدول الخليج التي تسجل ارتفاعا كبيرا في الإصابات بهذين المرضين. وفيما يخص مرض ارتفاع الضغط، فهو يحدث عندما يضخ القلب الدم إلى أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية بضغط معين، ولكن إذا ارتفعت المقاومة في هذه الأوعية أو زادت كمية الدم، أدى ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم. ويشخّص الشخص بارتفاع ضغط الدم إذا كان الضغط الانبساطي لديه 90 مليلترا زئبقيا أو أكثر، أو كان الضغط الانقباضي 140 أو أكثر. ويؤدي المرض على المدى البعيد إلى مضاعفات عديدة منها قصور القلب ومشاكل في بطانة الأوعية الدموية، وتمدد الشرايين، والإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية، وحدوث تلف في العين مما يؤدي إلى العمى، وتلف في الكلى مما يقود إلى الفشل الكلوي. وتلعب عدة عوامل دورا في المرض منها الوراثة والبدانة وقلة النشاط الجسدي، وتناول مأخوذ مرتفع من الصوديوم وتعاطي الخمر والتدخين. والتالي جدول يبين النسب المئوية للأشخاص ممن هم في عمر 25 عاما أو أكبر، المصابين بارتفاع ضغط الدم في الوطن العربي: وحسب معطيات المنظمة العالمية للصحة فإن النسب المئوية للأشخاص ممن هم في عمر أكبر من 25 عاما، المصابين بارتفاع ضغط الدم في الجزائر تكون متشابهة لدى النساء والرجال ب43 بالمائة، بالمقارنة مع مرض السكري الذي يكون في العادة مرتفعا لدى فئة الإناث، وعلى العموم فإن نسب الإصابة بالسكري في العالم العربي تبدو حسب أرقام منظمة الصحة متقاربة فلا تقل عن العشرين بالمائة، فبين 30 بالمائة إلى أكثر من 40 بالمائة من العرب مصابون بالسكري..