يعلق سكان الموقع القصديري بحي سيدي مبارك بالشراربة بلدية الكاليتوس بالعاصمة آمالا كبيرة على الحصة السكنية المبرمجة خلال نهاية شهر فيفري وترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وانتشالهم من الوضعية الكارثية التي طالما عاشوا فيها لمدة عقود كاملة يتخبطون في معاناة يومية في ظل جملة المشاكل، في مقدمتها العيش داخل بيوت هشة تفتقر لأدنى ظروف العيش الكريم، بالإضافة إلى الغياب التام للمشاريع التنموية التي تفك عنهم العزلة والتهميش بينها هاجس غياب الإنارة العمومية ما أدخل السكان في دوامة الخوف بسبب الظلام الحالك الذي ساهم بقسط كبير في انتشار ظاهرة السرقة وعملية السطو على الممتلكات.. مليكة حراث غياب دوريات الأمن في محيط هذا الحي القصديري جعل شلة من المنحرفين ينشطون بكل حرية -حسب هؤلاء السكان-، فضلا عن انتشار أكوام الأوساخ والنفايات المنزلية التي حولت الحي إلى مفرغة عمومية بكل المعايير، مطالبين تدخل السلطات المعنية وضع حد بتكليف عمالها برفع تلك القمامات حفاظا على سلامة المواطنين من انتشار الأمراض والأوبئة، وعليه ناشد السكان السلطات المحلية التدخل لانتشالهم من الجحيم الذي يتخبطون فيه منذ سنوات طويلة. ولم تنته المشاكل اليومية عند هذا الحد، بل يضاف إليها مشكل تدهور شبكة الطرقات والتي تتحول إلى برك من المياه والأوحال بعد حلول فصل الشتاء، ما يؤدي استحالة السير بها واجتيازها سواء على المارة أو أصحاب السيارات، الذين كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، بسبب التدهور الحاصل على مستوى المسالك والطرقات التي لم تعرف تهيئتها منذ سنوات طويلة الأمر الذي آثار حفيظة السكان واستيائهم من تلك الوضعية الكارثية، وحسبهم رغم توجيه مئات الرسائل والشكاوي بخصوص هذا المشكل، إلا أن السلطات تقف موقف المتفرج ولم تكلف نفسها يوما عناء التنقل للمنطقة لمعاينة جملة المشاكل والجحيم الذي تعيشه العائلات هناك الأمر الذي جعل هؤلاء المواطنين يدخلون في عزلة تامة، أما عن إقامتهم بتلك السكنات الهشة فحدث ولا حرج فهي آلت إلى حالة متقدمة من الاهتراء، وأبدى قاطنو الحي استياءهم الشديد من الوضع المزري الذي يواجهونه، في ظل تدهور شبكة الطرقات والتي تتحول إلى مسرح للبرك المائية والأوحال عند كل تساقط للأمطار، ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على المارة أو أصحاب السيارات، الذي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، مع العلم أن هذه الأخيرة لم تعرف أي تهيئة منذ سنوات، وما أثار استغراب السكان هو صمت السلطات المعنية تجاه الأمر، وبالرغم من عديد الشكاوى التي قاموا بها، إلا أنها لم تكلف نفسها عناء تهيئة طرقات الحي الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى رفع مطالبهم مجددا للسلطات من أجل صيانة الطرقات الحي. معاناة يومية ووعود متكررة تعيش العديد من العائلات وضعا مأساويا وشاذا بسكنات لا تصلح لإيواء البشر، نتيجة وضعها المتدهور بشكل متقدم، وعلى الرغم من مناشدتهم للسلطات المحلية، إلا أنها لم تبد أي رد فعل اتجاه الوضع المزري الذي يعيشونه في سكنات شبيهة بالإسطبلات. وفي هذا الصدد، اقتربت من بعض المواطنين حيث قالوا أنهم يقطنون بهذه السكنات منذ سنوات عديدة، غير أنه مع مرور الزمن وبفعل العوامل الطبيعية والتقلبات الجوية، أصيبت بتشققات وتصدعات في أسقفها وجدرانها، حيث أضحت غير صالحة للإيواء، إذ تشهد جدرانها وأسقفها تدهورا رهيبا، كما أنها قد تقع فوق رؤوس قاطنيها في أي لحظة. وأمام هذا الوضع، ناشد السكان الجهات المسؤولة بضرورة التدخل من أجل إنقاذهم من خطر الموت الذي يتربص بهم، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تحاصرهم في كل مكان والتي باتت تشكل خطرا على صحة قاطنيها لاسيما مرضى الحساسية والأمراض الصدرية الذين تزداد حالتهم سوءا، خاصة في فصل الشتاء أين تعرف درجات الحرارة انخفاضا كبيرا، ناهيك عن الحرارة الشديدة التي يعانون منها في فصل الصيف، علما أن أسقف هذه البنايات مصنوعة من الزنك الأمر الذي زاد الوضع تأزما، كما أن انعدام شبكة الصرف الصحي من بين أهم المشاكل التي تحاصرهم، بالنظر إلى أهميتها في التخلص من المياه القذرة، حيث يضطرون لصرفها بطريقة عشوائية، الأمر الذي قد ينجم عنه أمراض وأوبئة خطيرة، خاصة على الأطفال نتيجة لعبهم في الأماكن القذرة، إضافة إلى انتشار الحشرات الضارة بسبب تراكم المياه القذرة. انعدام تام لضروريات الحياة ومن جهة أخرى، لازال يعاني سكان الحي كثيرا من تسرب المياه داخل مساكنهم بسبب الأمطار، الأمر الذي جعلهم يعيشون ليالٍ بيضاء في ظل الحالة المزرية التي يتخبطون فيها، والتي وصفوها بالمأساوية على حد تعبيرهم. كما اشتكى السكان من انعدام الغاز الطبيعي بالحي، الذي يعتبر مادة ضرورية وحيوية في حياة الأفراد، خاصة في فصل الشتاء أين تكثر استعمالات هذا الأخير خاصة في التدفئة، حيث نقل السكان معاناتهم في البحث عن قارورة غاز البوتان متحملين بذلك مصاريف وأعباء التنقل، ومن جهة أخرى طرح السكان مشكل الانقطاعات المتكررة على مستوى خدمات التيار الكهربائي بسبب ضعف التيار، وهو الأمر الذي أرّق السكان كثيرا، خاصة وأن هذه الوضعية تسببت لهم في خسائر مادية معتبرة بسبب تلف الأجهزة الكهرومنزلية. وعليه، طالب المواطنون الجهات المعنية بضرورة النظر إلى المشكل وتقديم حلول خاصة فيما يتعلق برفع ضغط التيار الكهربائي، وتغطية حاجة سكان المنطقة بهذه الخدمة لاسيما ونحن في فصل الصيف أين تزداد درجات الحرارة ارتفاعا، حيث تزداد حاجتهم للكهرباء لتشغيل وسائل التبريد. انتشار القمامات يهدد صحة السكان من جهة أخرى، اشتكى السكان من كثرة الأوساخ والنفايات المنزلية التي تحاصر الحي من كل جهة، مشّهة بذلك المنظر الجمالي للحي، وتعود أسباب انتشار النفايات حسب السكان إلى نقص أعوان النظافة، الأمر الذي ساهم في تأزم الوضع، بالإضافة إلى عدم احترام البعض لمواقيت رمي النفايات، ما ساهم في انتشار الروائح الكريهة، التي أصبحت مصدر إزعاج للسكان والمارة، كما استقطبت الحشرات الضارة والجرذان بالإضافة إلى الكلاب الضالة، ما جعل السكان يبدون تخوفهم من أن يتسبب هذا الوضع في كارثة صحية وإيكولوجية. غياب الإنارة العمومية يؤرق السكان كما اشتكى قاطنو حي سيدي مبارك من غياب الإنارة العمومية، حيث عبّر المواطنون عن المعاناة التي يعيشونها يوميا جراء غياب هذه الأخيرة، حيث بات قاطنوه لا يغادرون منازلهم خاصة في الفترات المسائية بسبب الظلام الدامس الذي يعرفه الحي، تخوفا من الاعتداءات والسرقة التي باتت تهددهم من قبل المنحرفين خاصة في ظل انعدام الأمن وانتشار الآفات الاجتماعية والسرقة التي يتعرضون لها والتي باتت تهدد السكان وممتلكاتهم خاصة ليلا. وأمام هذا الوضع المزري، يجدد سكان الحي المذكور مطالبهم للسلطات المعنية بضرورة التفاتة شافية تنتشلهم من الوضع العصيب الذي أرق حياتهم.