لازال مشكل عطب الأعمدة الكهربائية المضيئة بالطرق السريعة بارزا إذ تنعدم الإنارة بالطرقات السريعة التي تعد محطات رئيسية للعبور، فعلى الرغم من توفر الأعمدة إلا أن المصابيح هي عاطلة ولم تخضع للتجديد والأمر راجع إلى تقاعس مصالح الإنارة العمومية عن أداء عملها، ويعد المشكل من المشاكل البارزة التي قد تؤدي إلى ارتكاب حوادث المرور من طرف السائقين ما من شأنه أن يرفع من إحصائيات حوادث المرور التي بلغت الذروة في السنوات الأخيرة والتي ترجع إلى عوامل بشرية ساهمت بالدرجة الأولى في حدوثها. نسيمة خباجة يتكرر ذات المشكل في أغلب الطرقات على غرار الطرق السريعة المؤدية إلى الدويرة والشراقة وغيرها من النواحي، إذ ورغم توفر الأعمدة الكهربائية إلا أن العطب الذي لحق مصابيحها جعل وجودها مماثلا لغيابها. وهي النقطة التي حيرت السائقين وجعلتهم يستنجدون بأضواء السيارة تفاديا لارتكاب حوادث المرور، بحيث غطوا عن ذلك المشكل القائم عبر الطرقات في ظل الإحصائيات الرهيبة التي تفرزها حوادث المرور والتي شاركت فيها عدة عوامل منها عدم تهيئة الطرقات وانعدام الإنارة، بالإضافة إلى عوامل أخرى ناجمة عن تقاعس بعض المصالح عن مهامها ما من شأنه أن يزيد من اتساع فجوة حوادث المرور المرتكبة هنا وهناك. اقتربنا من بعض السائقين الذين أبانوا انزعاجهم من تكرر نفس المشكل دوما إذ يفاجأوا بطول مدة العطب الذي يلحق أعمدة الإنارة عبر الطرقات السريعة فيخيم عليها الظلام ويتعذر على السائقين سلوك تلك الطرقات لولا الاستنجاد بأضواء السيارة، وهو ما عبر به أحد السائقين بنواحي الدويرة الذي قال إن المشكل يبقى قائما على الرغم من المجازر الرهيبة التي تحدث عبر الطرقات والناجمة عن حوادث المرور، وعادة ما يستعين بأضواء السيارة في النواحي التي تنعدم فيها الإضاءة والسبب لا يعود إلى غيابها وإنما إلى الأعطاب التي تمس الأعمدة الكهربائية والتي تطول في معظم الأوقات لفترة معتبرة ما يجبر السائقين على الالتزام بأقصى درجات الحذر أثناء عبورهم بتلك الطرقات لتفادي حوادث المرور. نفس ما عبرت به سيدة أخرى بدأت القيادة حديثا إذ قالت إن المشكل هو قائم فعلا وأثر عليها في بداية قيادتها، ورأت أن تلك العوامل تساهم في كثرة حوادث المرور بالإضافة إلى الطرقات غير المهيأة والتي تملأها الحفر ما جعلها تلتزم بالحذر واليقظة أثناء قيادتها للسيارة. ويبقى مشكل انعدام الإنارة من بين المشاكل التي تعاني منها الطرقات السريعة، والغريب في الأمر أن المشكل لا يعود إلى الغياب الكلي للإنارة وإنما تتوفر أعمدة كهربائية غاب دورها الرئيسي بسبب العطب الذي لحق بها وتذمر أغلب السائقين من ذات النقطة التي أضحت تؤرقهم دوما ببعض النواحي وأجبرتهم تلك الظروف على التزام أقصى درجات الحذر بها والاستنجاد بأضواء السيارة، وطالب جل من تحدثنا إليهم من السائقين بضرورة التعجيل في إصلاح عطب الأعمدة الكهربائية التي انعدمت فائدتها وهي على تلك الأعطاب، بل وإن انعدام الإنارة ببعض الطرقات السريعة من شأنه أن يؤدي إلى حوادث مرور مميتة تهدد السائقين.