قرّرت السلطات العليا في البلاد أن تنتفض في وجه ما يسمّى بالتيارات الدخيلة على الجزائر، وفي مقدّمتها التيار أو المذهب الشيعي الذي بدأت تقارير إعلامية وغير إعلامية تدقّ أجراس الخطر بشأن زحفه، خصوصا بعد انتشار تسجيل مصوّر يظهر عددا من المتشيّعين الجزائريين وهم يمارسون طقوسهم الغريبة في وهران، ويبدو أن وزارة غلام اللّه تفطّنت أخيرا إلى خطورة زحف التشيّع على بلادنا وغيره من الأفكار التي لا تنسجم مع خصوصيات المجتمع الجزائري. شرعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس في لقائها الوطني الذي يدوم إلى غاية اليوم والمتضمّن جمع مفتشي الولايات ومعتمدي الدوائر من أجل تدارس السبل الكفيلة للتصدّي للتيارات الخارجية والأفكار الدخيلة علينا، والتي تهدّد تماسك المجتمع الجزائري كالتنصير كالأحمدية، التشيّع والتكفير، والتي وصلت حتى المساجد وحاولت بعض الأطراف جعلها مكانا للفرقة وهي في الأصل عنصر للجمع بين المسلمين. وكشف محمد عيسى مفتش عام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس بدار الإمام بالمحمّدية شرق الجزائر العاصمة، أن المفتشين سيتعرّفون خلال هذين اليومين على هذه الحركات الدخيلة من جانبها النظري والعلمي ومحاولة معرفة ملامحها وطريقة التعرّف عليها حينما تتغلغل إلى المساجد من جهة ومن جانب آخر معرفة طرق تحصين المجتمع من هذه الأفكار حتى يبقى كما كان دائما قلعة جمع ودفاع فكري عن الجزائر منذ دخول الإسلام إلى الجزائر، وهذا في ظلّ وجود بعض الأطراف تحاول جعل المسجد مكان فرقة وليس مكان جمع. وأشار المتحدّث إلى عقد لقاءات دورية من قِبل مفتشي الولايات ومعتمدي الدوائر في هذا الشأن سابقا، غير أن اللقاء هذه المرّة يهدف إلى أن يساهم المفتشون والسادة المعتمدون في تحصين المجتمع من أفكار تصل إلى الجزائر وأصبحت تتّخذ منها أرض صراع. ويدخل هذا اللقاء في سلسلة من اللقاءات التي تهدف من خلالها إلى التأكيد على رجوع المسجد إلى المجتمع، بمعنى أن يكون المسجد في خدمة المجتمع، وأن لا يتسبّب الخطاب الصادر من المسجد في المشاكل التي تعرفها المجتمعات، في حين أنها لا تمتّ لا من الناحية المذهبية أو الدينية والتاريخية إلى الجزائر وخشية أن تتسبّب هذه الأفكار المتعدّدة كالتنصير كالأحمدية، التشيّع والتكفير في شرخ اجتماعي وتتسبّب في تقسيم الجزائريين. وأردف محمد عيسى أن هذا اللقاء جاء لمدارسة هذه الأفكار والتعرّف عمليا على كيفية رفض محاولات اختراق المسجد ليكون بدوره محصّنا لمحيطه وليس محصّنا فقط للقاعة التي تؤدّى فيها فريضة الصلاة، بعد أن أصبحنا نقرأ ونلاحظ ونتابع بعض الأفكار التي تتسبّب في بلدانها في تفجيرات وإزهاق أرواح وإتلاف الممتلكات بسبب الخلافات المذهبية كالصراع الموجود بين الشيعة والسلفية في المشرق العربي، قائلا: (نحن لا نريد للجزائر أن تكون أرضا لمعركة ليست معركتها). وفي السياق، أبرز المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف دور المسجد الذي تمكّن بعد فتنة التسعينيات من إعادة المصالحة الوطنية، وأن يجمع بين الجزائريين لما له من مرجعية، كما وصفه الوزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد اللّه غلام اللّه بأنه يمثّل لون الجزائر، مبديا تفاؤله من هذا اللقاء الذي سيسمح بالخروج بعد يومين من العمل بإطار مشترك موحّد يمكّن من الاضطلاع بالمهمّة من الجانب الفكري للمجتمع الجزائري.