أفادت مصادر مطلعة ل آخر ساعة أن مختلف المصالح الأمنية عبر عدد من ولايات الوطن بما فيها أزيد من 04 ولايات بشرق البلاد قد تلقت تعليمات فوقية لمباشرة التحقيق في صفقات غراسة أشجار النخيل التي تقدر بمئات الملايير عبر مختلف الولايات التي قامت بمثل هذا المشروع الذي استنزف أموالا طارئة من خزينة الدولة دون أي جدوى بدليل أن غالبية أشجار النخيل التي تم غرسها بهذه الولايات تعرضت للتلف بسبب غياب الدراسات التقنية لمثل هذه المشاريع التشجيرية قبل تسجيل مثل هذا المشروع حيث أثار مشروع «النخيل» عبر أزيد من 10 ولايات عددا من التأويلات لدى الشارع الذي استنكر مثل هذه المشاريع بينما المواطن يعاني من نقص الماء والغاز والكهرباء واهتراء الطرقات ، في المقابل السلطات تستهلك مئات الملايير في غراسة أشجار النخيل.وذكرت مصادر مطلعة لجريدة آخر ساعة أن جهات أمنية رفيعة المستوى قد أمرت مختلف وحداتها عبر الولايات التي قامت بإنجاز مشاريع غراسة النخيل بإيفادها بتقرير مفصل عن كيفية إعداد وتسجيل هذه المشاريع ومضمون الصفقة ومحتواها في كل ولاية ومبلغها وطريقة الإسناد والمنح لها ، حيث تشير التحقيقات أن شخصية نافذة في السلطة هي من تقف وراء إنجاز هذا المشروع الذي أدر عليها بأرباح كبيرة في ظرف قصير جدا ، وهي الشخصية التي تستغل نفوذها للضغط على مسؤولي عدد من الولايات لتسجيل أغلفة مالية كبيرة لتزيين المحيط بأشجار النخيل حتى ولو غابت المقاييس المعمول بها في مثل هذه البرامج التشجيرية.وأضاف مصدر آخر ساعة أن التحقيقات الجارية بشأن هذه المشاريع التي أعتبرها المواطنون فضيحة كبيرة تضاف إلى فضائح سوناطراك والطريق السيار شرق غرب وفضائح بعض الشركات العمومية العامة . قد كشفت التحقيقات التي أعتبرت إلى حد الآن سرية عن تجاوزات كبيرة وخرق للقوانين وتبديد للأموال العمومية بشكل فاضح جدا سيستدعي إحالة الملف على الجهات القضائية.وبالتفصيل أكبر عن هذا المشروع الضخم القريب من الشكل الوهمي أكدت هذه المصادر أن بعضا من الولايات التي نفذت هذا المشروع قد قامت باقتناء النخلة الواحدة بمبلغ يفوق 20 مليون سنتيم دون احتساب مبلغ الوضع والغرامة ، حيث أن ولايات عديدة من بينها ولايات داخلية قد خصصت عشرات الملايير لهذا المقاول من أجل غراسة أكثر من ألف نخلة عبر شوارع عاصمة الولاية وبعد مرور أكثر من سنة على الانجاز تعرضت غالبية الأشجار المغروسة إلى التلف نظرا لكون المناخ يساعدها في النمو بالشكل المطلوب بها أين تمت إزالتها وغراسة أخرى هي الأخرى أتلفت بعد مرور شهر فقط.وقد قدرت الجهات المعنية مبلغ هذا المشروع الذي يسمى لدى الشارع المحلي «بفضيحة النخيل» بمئات الملايير استفاد منها هذا الشخص صاحب الحظ واليد الطولى في أعلى السلطات.مع العلم أن عاصمة الشرق الجزائري وتحضيرا لعاصمة الثقافة العربية قد باشرت بإنجاز مثل هذا المشروع الذي لقي استياء الشارع خاصة وأن أشجار النخيل المغروسة تعرضت إلى التلف بعد أسابيع من غراستها ، هذا وقد طالب المجتمع المدني بهذه الولاية من السلطات العليا التدخل ووقف مهازل تبذير الأموال العمومية من أجل مشاريع دون أي فائدة منها باستثناء خلق أرباح طائلة للمستفيدين منه من الممون ومن يقف وراءه والجهات المانحة له.ولم تستبعد مصادرنا أن تلجأ الجهة الأمنية التي أمرت مصالحها بالتحقيق وإيفادها بجميع المعلومات عن هذه الصفقات والطريقة المعتمدة في منحها إلى إحالة الملف على النيابة العامة لمباشرة التحقيق القضائي في هذه الفضيحة.