يبدو أن أصابع الإتهام التي وجهها البعض إلى المصالح الصحية بالولاية بالتقصير ، عقب انتشار ظاهرة مرض «اليرقان الكبدي» داخل الوسط التربوي ، دفعت بالمصالح الصحية للخروج عن صمتها وتسليط الضوء عن قطاع الطب المدرسي بالولاية ، حيث كشفت عن بعض الأرقام تؤكد من خلالها حرصها على صحة التلميذ وتوفير له مناخ صحي بشكل دوري وعلى مدار مشواره الدارسي ، إذ قال مصدر من الطب المدرسي أن ولاية ميلة تتوفر على 28 وحدة صحية مدرسية قارّة و12 وحدة مدرسية تتحرك وفق الظروف ، حيث تقوم بشكل دوري بالكشف والمتابعة لأكثر من 190 تلميذا في الاْطوار الثلاثة ، وفق برنامج تضعه المصالح الصحية ، وقال ذات المصدر أن ظروف العمل في الوقت الراهن مقارنة بسنوات فارطة أحسن بكثير ، حيث كانت في وقت سابق الوحدات الطبية المدرسية هي التي تتنقل إلى المؤسسات التربوية من أجل الكشف عن التلاميذ ، غير أن هذه الطريقة لم تكن عملية أكثر نظرا للعراقيل التي كانت تعترض عمل الآطباء آنذاك ، فيما أصبح للوحدات الطبيّة المدرسية مقرّات بالمؤسسات التربوية بمعدل وحدة طبية مدرسية في كل بلدية مع العلم أن ولاية ميلة يوجد بها 32 بلدية .كما تطرق ذات المسؤول أن المشكل القائم والتي يعرقل عمل الوحدات الطبية المدرسية، هو غياب التنسيق بين المصالح الطبية والبلديات ، إذ أن الطبيب يقوم بإعداد برنامج كشف ويرسله للبلدية قصد تسهيل المهمة ، لكن في غالب الأحيان لاتكون هناك استجابة فعلية في الوقت الذي يحدّده طبيب الوحدة المدرسية ، فضلا على عدم مبالاة بعض الأولياء الذين لا يستجيبون لنصائح وتوجيهات الطبيب المعاين لآبنائهم ، في مرافقة الأبناء لدى العيادات الطبية لمواصلة العلاج وفق نتائج الكشف ، هذا وأكد ذات المسؤول أن الوحدات الطبية المدرسية تفضّل في غالب الأوقات اختيار فترة الثلاثي الأول لوضع برنامج الكشف والمتابعة نظرا لطول الفترة ، وقد يمتد البرنامج إلى الثلاثي الثاني من السنة الدراسية .توجد في كل بلدية وحدة طبية مدرسية ، تتكون في غالب الاْحيان من طبيب عام وطبيب أسنان ، وأكد مسؤول بالوحدة القطاعية للطب المدرسي أن قرّار إختيار مقرات قارّة بالمؤسسات التربوية أملّت الظروف من جهة ونظرا لطبيعة العمل حتى تكون الوحدة قريبة من التلاميذ ، إضافة إلى حرص المصالح الطبية وأيضا من أجل الحفاظ على كرامة التلاميذ والسرّ المهني لأن الطريقة السابقة كانت غير ناجعة لأن عملية الكشف كانت تجري في قاعة غير مهيأة ولايمكن القيام بعملية الكشف في ظروف مريحة ، خاصة بالنسبة للتلاميذ من ذوي الأمراض المزمنّة وتفاديا للحرج ، تقرّر اختيار مقرّات بالمؤسسات التربوية .