اجتمع مع نهاية الأسبوع والي سكيكدة مع مكتب الدراسات الإسباني المكلف بدراسة مشروع ترميم السكنات القديمة بعاصمة الولاية – AQUIDOS CTC Est ، لتقييم مدى تقدم الدراسة المتعلقة بترميم النسيج العمراني القديم في جزئه الأول الذي يستهدف شارع ديدوش مراد في مرحلته الأولى ويخص 604 سكنات و508 محلات تجارية ،وعرفت الدراسة التي حددت ب9 أشهر منذ 11 أكتوبر 2014 تأخرا ملحوظا كان محل مناقشة من طرف السيد الوالي و جميع الهيئات المعنية وتم الوقوف على بعض المشاكل التي اعترضت تجسيد الدراسة ميدانيا والتي تنحصر أساسا في عدم تفهم بعض السكان للهدف المنشود من هذه الدراسة ومعارضة البعض الآخر وكذا وجود سكنات ومحلات مغلقة وغياب عدد من الملاك.وانتهى الاجتماع إلى ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية بوضع دفتر شروط جديد ومبلغ إضافي حدد ب4.3 ملايير سنتيم وتم تكليف الأمين العام للولاية بترؤس لجنة مكونة من مدير الترقية والتسيير العقاري ومدير التعمير ومصالح الولاية من أجل إعداد تقرير حول وضعية الدراسة كل 10 أيام مع عقد اجتماعات للتقييم الدوري. و أثار التزام السلطات المعنية خلال الأشهر الماضية الصمت بخصوص ملف إعادة الاعتبار للسكنات القديمة خوف السكان من توقفه بسبب سياسة التقشف لكن اجتماع الوالي بمكتب الدراسات أعاد الأمل للسكان بالتخلص من مخاوفهم بشأن تعرضهم للموت تحت عمارات قديمة لم تعد قادرة على مقاومة الزمن و قطرات الأمطار، بعد اهترائها و تحولها لآلة للموت تحصد كل مرة الأرواح و راحة بال السكان الذين يعيشون بين تشققات الجدران و اهتراء السلالم و الأسقف. و من المنتظر أن يباشر مكتب الدراسات زيارات ميدانية للسكنات المعنية بالترميم، ما أصبح يؤكد بشكل قاطع أن تهديم السكنات و ترحيل السكان غير وارد تماما و يثبت بشكل واضح التخلي عن فرضية تهديم العمارات الموروثة عن العهد الاستعماري المتهالكة ، و هي الفرضية التي لم يمل إليها الوزير الأول عبد المالك سلال خلال آخر زيارة له للولاية، حيث أكد أن العمارات ليست مجرد سكنات لكنها أرشيف أمة و تاريخ يجب المحافظة عليه بشتى الطرق لحفظ جزء من ذاكرة الأمة و دعا إلى التخلص السريع و العاجل من سكنات الموت و السكنات الهشة البالغ عددها بالولاية حوالي2700 سكن ، و التوقف عن المماطلة و تسوية قضية السكنات المهددة بالانهيار بعاصمة الولاية و التي كانت سببا في وفاة العديد من المواطنين ، و رفض فكرة تهديم السكنات التي وصلت نسبتها إلى 40 بالمئة ، واستبدالها حسب اقتراح مسؤولي الولاية بمساحات خضراء لأن حسبه التاريخ سيختفي ، ليصدر أمرا بتجاهل الدراسات المجراة سابقا و استهلكت الوقت دون حل و عقد يوم دراسي يجمع المسؤولين و المجتمع المدني و المختصين من أجل التوصل لحل ناجع يتم تطبيقه عاجلا ، لرفه الغبن عن الناس و حماية أرواحهم، مع عدم استبعاده لقبول فكرة تهديمها و التخلي عنها حال التأكد من استحالة ترميمها كون- حسب تصريحاته- لحياة المواطنين الأولوية. يشار إلى أن شارع ديدوش مراد بني سنة 1890و تعود الوضعية المتدهورة لمبانيه و سكناته أساسا إلى ظاهرة تسرب المياه حيث أنه تم انشاء مدينة سكيكدة فوق حوض يتميز بمنحدرات تصب في شارع ديدوش مراد. ليبقى القول أن كل المشاكل و الصعوبات التي ستنتج عن عملية إعادة تأهيل قلب سكيكدة و تعرقل حياة السكان أو التجار أو المواطنين فإنها لا شيء مقابل إنقاذ مئات الأرواح و إعادة الحياة لقلب عاصمة الفراولة و الحفاظ على الطابع الثقافي و الهندسي المميز للبنايات التي تأوي مئات العائلات وتجعل قلب سكيكدة ينبض بجمالية مميزة، لهذا فإن كل السكيكديين معنيين بهذه العملية و مطالبين بدعمها و تحمل تباعتها لتحقيق الأفضل و الأحسن لفراولة البحر الأبيض المتوسط.