ما تزال الأحياء العشوائية والبنايات الفوضوية تشكل هاجسا كبيرا للسلطات المحلية في ولاية عنابة، حيث أصبحت تشوه مظهرها بسبب انتشارها في الكثير من الأماكن المناطق رغم البرامج السكنية العديدة التي استفادت منها الولاية للقضاء على الأحياء العشوائية.وتسبب عدم تهديم البنايات الفوضوية بعد استفادة أصحابها من سكنات اجتماعية في تفاقم مشكل القضاء عليها، ففي نهاية عام 2011 وذلك على سبيل المثال لا الحصر تم توزيع حوالي ال2000 مسكن اجتماعي على سكان الأحياء العشوائية المتواجدة وسط المدينة على رأسها «جبانة ليهود»، 8 ماي 1945، «برمة الغاز»، «الطاحونة» بالإضافة إلى قاطني المدينة القديمة (بلاص دارم)، ورغم ذلك لم تقم السلطات المحلية بتهديم أو تشميع السكنات الفوضوية للعائلات التي استفادت من شقق اجتماعية، حيث تم كراء أو شراء هذه السكنات من قبل أناس آخرين بهدف الاستفادة من سكنات اجتماعية في المستقبل. كما أن عدد السكنات التي خصصت، على مدار السنوات الماضية، لقاطني المدينة القديمة تكفي لإسكان مدينة بأكملها، ورغم ذلك لم ينته مشكل السكن بالمدينة القديمة وذلك بسبب ما يعتبره البعض «بزنسة» من قبل القائمين على توزيع السكنات، وعدم إغلاقهم للسكنات التي سرعان ما تحتل من «أناس غرباء» بهدف الحصول على سكن والأمر ذاته ينطبق على الولاية بأكملها التي ورغم المشاريع السكنية العديدة بصيغتها الاجتماعية التي أنجزت على مدار السنوات الماضية إلا أنه لم يتم القضاء ولو نسبيا على الأحياء الفوضوية، وذلك يرجع بالأساس إلى غياب سياسة واضحة تحدد كيفية القضاء على هذه الأحياء، كما أن غياب العدل في عملية التوزيع فاقم من الأزمة، فكثيرا ما يخرج أبناء بونة يحتجون على استفادة أناس من خارج الولاية من سكنات اجتماعية على حسابهم. وبخصوص ذلك يرى العديد من سكان ولاية عنابة وجود بعض الجهات تسعى لإبقاء مشكل البيوت الفوضوية قائما بجوهرة الشرق لأن ذلك يمكنهم من التلاعب في كل مرة بتوزيع السكنات. وأهم اختبار في مجال القضاء على السكنات الهشة ستواجهه السلطات المحلية بولاية عنابة سيكون قبل نهاية السنة ، حيث سيتم توزيع 1550 مسكنا على سكان الأكواخ القصديرية بمحتشد «لاصاص» بحي سيدي سالم بلدية البوني، الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، والذي يوجد به حوالي 2500 بيت قصديري، قالت السلطات المحلية إنها ستهدم جميع الأكواخ المتواجدة فيه مباشرة بعد تسلم أصحابها سكناتهم.