الخزان أنجز منذ 4 سنوات فقط ودخل حيز التشغيل منذ سنتين وصاحبة المشروع مديرية الري مقر الولاية أكبر متضرر من الطوفان والمياه تغمر مقرات هيئات عمومية وتوقف النشاط بها يوم الخميس أعوان الولاية حاولوا إنقاذ مقر الولاية بإحداث ثقب في الجدار متسببين في غرق وكالة بنكية مجاورة خسائر جسيمة بعشرات الملايير ومئات العائلات تضررت بسبب طوفان الخزان إنقاذ أزيد من 40 تلميذا و عشرات المواطنين من موت محقق بعد دقائق من الكارثة شهدت مدينة خنشلة صياح يوم الخميس في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا كارثة غير مسبوقة ، حيث غرقت المدينة فجأة ودون سابق إشعار بعد أن انفجر خزان مائي بسعة 5000 متر مكعب بمنطقة الشابور بأعالي عاصمة الولاية ولحسن الحظ لم يخلف طوفان الخزان أية خسائر بشرية في حين أن الخسائر المادية كانت جسيمة جدا وتقدر حسب الإحصائيات الأولية بعشرات الملايير و كان مقر الولاية ومحافظة الغابات و البنك الوطني الجزائري أكبر المتضررين من هذا الطوفان الذي حمل معه أطنانا من الأتربة وآلافا من قارورات الخمر إلى قلب المدينة في مشهد لم يحدث من قبل بالمدينة وتحولت بسببه إلى مدينة منكوبة في أقل من ساعة واحدة وهو ما كشفته الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي . حيث تسبب انفجار الخزان المائي الذي يزود عددا كبيرا من أحياء مدينة خنشلة الكائن بأعالي الشابور في إغراق عاصمة الولاية صباح يوم الخميس الماضي ، وذكر مصدر يومية آخر ساعة أن انفجار الخزان ذي سعة 5 آلاف متر مكعب كان بسبب ثقب في جداره وقد تم إبلاغ الجهات المعنية بالأمر إلا أنها لم تحرك ساكنا إلى أن وقعت الكارثة صباح يوم الخميس حيث اتسع الثقب ما أدى إلى إنهيار جزئي للخزان و خروج الماء منه وهو ما شكل طوفانا أتى على الأحياء الشمالية للمدينة و جنوبها على مسافة 4 كلم متسببا في أضرار جسيمة جدا وتوقف العمل بالكثير من المؤسسات العمومية خاصة مقر الولاية الذي يحتضن عدة إدارات منها مديرية الإدارة المحلية ومديرية التنظيم و المديرية الجهوية للخزينة والوظيف العمومي وغيرها من المقرات الإدارية بالإضافة إلى مقر المجلس الشعبي الولائي و الأمانة العامة للولاية و ديوان الوالي كما غمرت المياه مئات السكنات ومرافق عمومية تربوية ورياضية ، فيما جرفت السيول الكبيرة أطنانا من الأوحال و آلاف زجاجات الخمر ما تسبب في إنسداد البالوعات على قلتها ، وأحدث الطوفان اختناقا مروريا كبيرا بوسط المدينة وبالشوارع الرئيسية ، وتضرر مقر البنك الوطني الجزائري وكالة 00315 بشكل كبير وتوقف النشاط به يوم الخميس بعد أن غمرت المياه المقر وقد تسربت المياه إلى المقر بعد أن قام أعوان الولاية بإحداث ثقب في الجدار الذي يفصل الوكالة ومقر الولاية ما أدى إلى إتلاف تجهيزات ووثائق بهذه الوكالة التي أغلقت أبوابها بعد أن استنجد مسؤولوها بفرقة الحماية المدنية مقر محافظة الغابات كان هو الآخر من أكبر المتضررين من الطوفان الناتج عن انفجار الخزان وانهيار جزء منه ، حيث غمرت المياه المقر ووصل ارتفاع الماء إلى أكثر من متر داخل المحافظة التي أغلقت أبوابها مباشرة بعد الكارثة ، وسارع العمال إلى إنقاذ وثائق ومستندات وتجهيزات خاصة بالمقر إلا أن المياه كانت أسرع وأتلفت الكثير من التجهيزات و ألحقت خسائر بسيارات الموظفين والمصلحة التي كانت داخل مقر المحافظة بموقف السيارات وكشفت الإحصائيات الأولية عن تسجيل عدد من الجرحى وسط المواطنين خلال عمليات إنقاذ مساكنهم من الغرق وذلك بحي 40 مسكنا و حي 100 مسكن الذي كان أكبر الأحياء ضررا ، حيث تم إنقاذ العشرات من المواطنين من الموت المحقق من قبل أعوان الحماية المدنية التي أعلنت حالة الاستنفار القصوى في صفوفها وسخرت كامل التجهيزات والوسائل لمواجهة الكارثة ، كما تم الاستنجاد بفرق أخرى من دوائر الولاية و استدعاء جميع الأعوان للالتحاق بمناصب عملهم نتيجة الظرف الطارئ الذي حل بعاصمة الولاية وأفاد المصدر أن أزيد من 40 تلمذا نجوا بأعجوبة من موت محقق حين داهمتهم السيول التي أدت إلى غلق كل المحاور عليهم ومحاصرتهم. السلطات المحلية والأمنية هرولت نحو موقع الكارثة للوقوف على المأساة التي كانت حسب التصريحات الأولية بسبب الغش في الإنجاز ، حيث أن هذا الخزان أنجز منذ حوالي 04 سنوات واستلم منذ 03 سنوات فقط من قبل مصالح مديرية الري و كلفت لجنة خاصة بمتابعة الوضع عن قرب وتحديد المسؤوليات و إحصاء الخسائر الناجمة عن الكارثة التي حلت بالولاية بسبب سوء الأشغال وغياب المراقبة. ومباشرة بعد وقوع الكارثة تجندت جميع المصالح بمدينة خنشلة لرفع آثار ما خلفه الطوفان الناتج عن انفجار الخزان المائي الذي أغرق المدينة في الأوحال ، عمال مصالح البلدية والأشغال العمومية وديوان التطهير قاموا برفع مئات الأطنان من الأوحال والأوساخ التي جرفتها سيول المياه المندفعة من الخزان ، حيث قامت مصالح البلدية بإعلان حالة الاستنفار وسط عمالها واستدعائهم جميعا للعمل في يوم الجمعة لاستكمال رفع بقايا الطوفان . الوالي يطالب بلجنة خبراء من وزارة الموارد المائية للتحقيق في الأسباب هذا وقد علمت آخر ساعة أن والي والي خنشلة قد كشف خلال تصريح له بعد الكارثة أن مصالحه قد راسلت مصالح وزارة الموارد المائية لإيفاد لجنة تحقيق وإرسال وفد خبراء للتحقيق في سبب انفجار الخزان المائي المنجز منذ حوالي أربع سنوات فقط والمستغل منذ سنتين فقط ومن خلال التقرير الذي سترفعه اللجنة سيتم اتخاذ القرارات اللازمة ومعاقبة كل المسؤولين عن الكارثة التي كادت أن تودي بحياة مئات من المواطنين الأبرياء لولا العناية الإلهية و أضاف والي الولاية أن مصالحه تعمل على إعادة الأمور إلى مجاريها وتنظيف المدينة في الأيام المقبلة . مدير وحدة توزيع المياه يصرح “ لن تحدث أزمة عطش بحجم ما يروج له و على المواطن الصبر “ وكشف مدير مؤسسة الجزائرية للمياه بعد الحادث وعقب انتشار إشاعات مفادها أن أزمة مياه ستضرب أزيد من 10 أحياء بالمدينة تدوم لأكثر من شهر ، أكد المسؤول المعني أن المؤسسة تحوز على خزانات احتياطية سيتم اللجوء إليها لتغطية العجز الحاصل داعيا السكان إلى الصبر وعدم تصديق الإشاعات التي تهدف إلى خلق الفوضى والبلبلة وسط سكان المدينة مؤكدا أن توزيع المياه سيتم بصفة عادية لكن نقائص ستسجل طبعا بعد الحادث وتوقف تشغيل الخزان الجديد . الفايسبوكيون يطالبون وزير العدل بفتح تحقيق في الحادثة ومعاقبة المسؤولين المتسببين فيها وفي سياق الحادث التهبت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر الكارثة وتداول آلاف من المشتركين صور وفيديوهات تؤرخ للكارثة الحقيقية التي حلت بعاصمة الولاية و علق مئات على الكارثة في العديد من الصفحات المعروفة بنقل أخبار الولاية وقد طالب غالبية المعلقين على الحدث بتدخل السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها الوزير الأول عبد المالك سلال ووزيرا الداخلية والموارد المائية وإجراء تحقيق شامل في القضية ومعاقبة المتسببين في الكارثة. بينما أكد آخرون أن السلطات المحلية ستغلق الملف بعد أيام و أن الجهات الرسمية المدنية ستلتزم الصمت لأن العقاب سيمتد إلى رجالهم الذي عاثوا فسادا في الولاية و ألح آخرون على ضرورة تدخل وزير العدل و النائب العام لفتح تحقيق في الكارثة التي حلت على المدينة بسبب سوء أشغال إنجاز هذا الخزان المائي .