مع اقتراب ليلة الاحتفال بدخول السنة الجديدة والتي يفضل معظم الشباب والعائلات الجزائرية قضاءها خارج التراب الوطني إلا أن هاته السنة قد تختلف عن كل السنوات الفارطة وحسب توقعات أصحاب وكالات السفر فإن الجزائريين والقسنطينين بصفة خاصة من المحتمل هذه السنة يقضوها داخل التراب الوطني كون الأزمة المالية العالمية ساهمت بشكل كبير في تراجع عدد المقبلين من الشباب والعائلات الجزائرية نحو الدول الأجنبية مفضلين الاحتفال بهاته السنة بداخل التراب الوطني باحثين عن أية عملية منظمة من طرف الوكالة خاصة نحو الجنوب الجزائري وقد أرجع سبب هروب الزبائن من قضاء هاته الليلة في دول أجنبية مثل تونس، المغرب، مصر، تركيا، بانكوك، دبي إلى إرتفاع أسعار الإقامة والسفر مقارنة بالسنة الفارطة والسبب الرئيسي حسب مسيري وكالات السفر يرجع إلى الأزمة المالية ومع هذا لاحظنا كذلك عددا قليلا من الشباب الذين يفضلون قضاء ليلة رأس السنة بالولايات المجاورة مع الأصدقاء وضمن فنادق تحتوي على برامج لسهرات فنية وغنائية حيث أكد البعض من هؤلاء أنها ليلة يستطيع الشاب التفاؤل بها لدخول سنة مليئة بالنجاح والسعادة كونها حليت بفستان الفرح في أول ليلتها أما بعض الشابات أكدن على أن هناك منهن من يقمن بمخادعة أهلهن والذهاب للسهر مع بعض الأصدقاء، إلا أن هناك من يغتنم أو تغتنم الفرصة في إقامة علاقات عاطفية وهي كثيرا ما تنجح في الكثير من الأحيان على إيجاد الشريك المناسب حسب إحداهن وهي طالبة جمعية بجامعة منتوري إلا أن كل المعلومات لهاته السنة تؤكد على أن معظم الشباب سيقضي هاته الليلة في المنازل أمام التلفاز ووسط دفئ العائلة كون الميزانية المالية لا تسمح لقضائها هاته الليلة في الفخفخة لأسباب ترجع حسب البعض إلى المصاريف التي إختنق بها الكثير من المواطنون والتي شكلت أزمة مالية ضمن أغلب العائلات الجزائرية لا يمكن تجاوزها بسهولة كون الأغلبية منهم مدينون بمبالغ مالية معتبرة لمرور العديد من المناسبات التي أرهقت جيوبهم بدءا بموسم الإصطياف والأعراس في شهري جويلية وأوت مرورا بشهر رمضان والدخول الإجتماعي والمدرسي شهري سبتمبر وعيد الفطر بأكتوبر وختاما بعيد الأضحى المبارك في شهر ديسمبر فلا يستطيع أن يتحمل المواطن مصاريف وأعباء ليلة واحدة قد تكلفه الملايين وحسب عملية قام بها أحد المواطنين فإن المواطن الجزائري وفي ظرف ستة أشهر سيصرف على الأقل 20 مليون دون حساب ليلة رأس السنة وهذا مع وضع مثال لرب أسرة لديه ثلاثة أولاد وبمدخول يقارب الثلاثين ألف دينار شهري فكيف ستمر هاته السنة يا ترى مع مديونية أغلب العائلات الجزائرية؟