يطل فجر عام جديد يتأمله الجميع أن يكون عام سلام و أمن و استقرار.و على غرار باقي دول العالم تحتفل الجزائر بليلة رأس السنة الميلادية.و لكن الاحتفالات تختلف من بلد لآخر كل حسب عاداته و تقاليده وعقيدته. فالملاحظ و خاصة في السنوات الأخيرة هي بعض المظاهر الغريبة علينا و على ديننا.و لهذا الغرض ارتأينا أن نستطلع الأمر عن قرب.فعند تجولنا في أحد محلات بيع أنواع الشكولاطة وجدنا أن ربات البيوت يقتنين من أجود و أشهى أنواع الشكولاطة حتى الرجال كان لهم نصيب من ذلك ،فحسب السيدة سميرة فإنها اشترت عدة أنواع من الشكولاطة التي يفضلها و يحبها أولادها كثيرا من أجل الاحتفال بها في ليلة رأس السنة مع العائلة.كذلك من العادات الدخيلة على مجتمعنا هي الكعك المعد خصيصا للاحتفال بليلة رأس السنة أو ما يعرف ب"la buche " التي أصبح البعض يشتريها من أجل ليلة رأس السنة أو كما تعرف ب''réveillon'' و عند توجهنا إلى أحد محلات بيع الحلويات أسر لنا صاحب المحل أنه مجاراة للطلبات التي يقدمها الزبائن أصبحوا في الآونة الأخيرة يقومون بإعداد ''la buche'' و أضاف قائلا بأنه يوجد الكثير ممن يقبل على شرائها ليلة رأس السنة الميلادية. و في نفس المحل التقينا بالحاجة خيرة و هي تشتري بعض الحلويات سألناها ما إذا كانت تشتري هذه الحلويات من أجل احتفالات رأس السنة أجابت قائلة بأنها ليست ممن يتبعون هذه البدع الدخيلة على ديننا الحنيف و أردفت أنها في وقتنا الحالي ترى أمورا لم تكن تراها إلا في وقت المعمرين الذين كانوا يحتفلون برأس السنة.و لعل الأمر قد تجاوز شراء الحلويات أو ابتياع بعض الشكولاطة حيث أصبحت مودة اليوم هي السفر إلى الخارج من أجل إحياء "réveillon" في بعض الدول المجاورة كتونس مثلا التي أضحت وجهة الشباب الآن في ليلة رأس السنة أو حتى السفر إلى الخارج كأوربا و غيرها لميسوري الحال طبعا.وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الغزو الغربي لثقافاتنا و تعدى الآن إلى عاداتنا.و السؤال الذي يبقى يطرح نفسه هل يا ترى أن الاحتفال بليلة رأس السنة في بلادنا أضحى تقليد غربي؟ أم طابع جديد مكتسب يحاول سنة مكللة بالنجاحات في شتى الميادين يبقى أملنا نحن كذلك كجزائريين أن تبقى مثل هذه المظاهر الغريبة على ديننا بعيدة كل البعد عنا و عن ثقافتنا و ما يجب أن نقتبسه هو العلم و المعرفة و ما يفيد في ازدهار و رقي البلاد.