تعرف الجزائر منذ مطلع العام الجاري 2015 ارتفاعا مقلقا في حوادث المرور والتي تعد بالآلاف ورغم وضع الحكومة ترسانة معتبرة من القوانين المتبوعة بغرامات مالية كبيرة في حق المخالفين لقانون المرور فإن ذلك لم يضع حدا لظاهرة إرهاب الطرقات حيث يظل دور العنصر البشري العامل الأساسي في وقوع حوادث المرور المميتة التي سجلت سقوط الآلاف الضحايا وأخرى المجزرة المرورية المروعة التي وقعت بولاية الجلفة والتي راح ضحيتها 8 قتلى بسبب التجاوز الخطير والسرعة المفرطة في السياقة. وتبين الأرقام المسجلة من قبل مختلف المصالح سواء تعلق الأمر بالدرك أو الشرطة أو الحماية المدنية تزايدا مخيفا في عدد حوادث المرور سنويا ووفق معطيات متوفرة فإن الجزائر سجلت منذ مطلع العام الجاري وفاة 4 آلاف شخص. وفي هذا الإطار أكد محافظ الشرطة المدير المساعد للوقاية عبر الطرقات بالمديرية العامة للأمن الوطني أحمد نايت الحسين في حوار له في تصريح إذاعي أمس أن الحصيلة المأساوية لضحايا إرهاب الطرقات خلال 2015 ستتعدى عتبة 4000 آلاف قتيل و قرابة 45 ألف جريح قائلا إن هذه الظاهرة باتت تشكل تحديا كبيرا و تفرض ترتيبات أكبر للسيطرة عليها.و أفاد أحمد نايت الحسين أن إدخال الدوريات الآلية على طول الطرق الرئيسية ساهم في خفض عدد الحوادث المرورية بنسبة 7 بالمئة. و ارجع المسؤول تفاقم ظاهرة إرهاب الطرقات بهذا العدد المخيف من الحوادث المسجلة و أعداد الضحايا إلى غياب سياسة خاصة بسلامة الطرقات و تأخر تنصيب مركز وطني لدراسة أسباب هذه الظاهرة و ضبط الميكانيزمات و الآليات الكفيلة بردع المتسببين فيها و طالب بالتنقيح الكلي للأحكام التي تنظم حركة المرور.والجدير بالإشارة أن عدد قتلى حوادث المرور للسنة الفارطة بلغ 4812 قتيلا منها 828قتيلا داخل المناطق الحضرية و3984 قتيلا في المناطق الريفية حسب الديوان الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق في حين بلغ عدد الجرحى 65263 جريحا حيث بلغ عدد حوادث المرور خلال تلك الفترة 40101 حادث منها 17383 في المناطق الحضرية و22718 حادثا في المناطق الريفية .