كشف خبراء في البيئة و المناخ بأن الجزائر مقبلة على مرحلة حرجة في حال استمرار شح السماء و عدم تساقط الأمطار إلى غاية نهاية شهر جانفي الجاري تزامنا مع انخفاض مخزون المياه بالسدود إلى 60 بالمئة لأول مرة منذ 2005 مؤكدين في ذات السياق بأن عدم تساقط الأمطار خلال الفترة القادمة حتى نهاية جانفي يؤثر بالدرجة الأولى على المحاصيل الزراعية التي ما تزال تقتات حتى الساعة على المياه التي تستمدها من التربة التي تحافظ على بقايا الأمطار المتساقطة خلال الفترات السابقة في حين تشهد كميات المياه المخزنة بالمجاري المائية و السدود تراجعا لم تشهده الجزائر منذ 10 سنوات وهو ما يؤثر على عملية السقي خاصة بالنسبة للقمح و كذا الخضر الموسمية .و تشير ذات الجهات إلى أن الأمطار التي تتساقط بعد شهر جانفي تؤثر على المحاصيل الزراعية خاصة القمح و الطماطم الصناعية التي تصاب مختلف الأمراض نتيجة انتشار الفطريات جراء تساقط الأمطار في غير موسمها كما أن الأمطار المتأخرة لا تساهم في ارتفاع منسوب المياه بالسدود عبر مختلف ولايات الوطن، علما أن ارتفاع منسوب مياه السدود يسجل عادة ما بين شهري ديسمبر و جانفي تساقط الثلوج و الأمطار الغزيرة لعدة أيام متتالية .يأتي ذلك في ظل التصريحات الأخيرة للمسؤول على القطاع و التي تؤكد بأن الجزائر في منأى عن الجفاف و بأن مخزون المياه يوفر تغطية طلبات المواطنين مع استمرار التزود بالمياه بصفة عادية إلى جانب التطمينات التي وجهت للفلاحين و المتعلقة بتوفير مياه السقي حيث أكدت بعض الجهات بأن أي تقصير يحتسب على الفلاح بالدرجة الأولى جراء عدم توفر أنابيب السقي و المعدات الخاصة لجلب مياه السقي.هذا و تجدر الإشارة حسب توقعات الديوان الوطني للأرصاد الجوية إلى أن الأجواء ستبقى مشمسة بأغلب ولايات الوطن طيلة الأيام القادمة مما يؤكد عدم وجود أي اضطراب جوي نشيط سيؤدي إلى تساقط كميات معتبرة من الأمطار أو الثلوج، علما أن الأمطار التي سجلت خلال الأيام الفارطة لم تتعد معدل 10 ملم محليا بأغلب ولايات الوطن