أجهز وفاق المسيلة على آخر حظوظ النمرة في الظفر بالتأشيرة المؤدية الى المحترف الثاني وذلك بعد تمكنه من الإطاحة بنظيره الجيجلي في آخر أنفاس المواجهة التي جمعتهما أول أمس السبت بملعب المسيلة وهي المواجهة التي كانت بمثابة الفرصة الأخيرة للفريق الجيجلي لاستعادة الأمل في الصعود وتمديد حلم المحترف الثاني إلى إشعار آخر . وخالف الفريق الجيجلي كل التوقعات من خلال المستوى المتواضع الذي ظهر به أمام وفاق المسيلة رغم تواضع المنافس الذي كان يرشحه البعض لكي يكون لقمة سائغة في أفواه نمور الكورنيش غير أن العكس هو الذي حدث في هذه المواجهة التي أكدت بشكل لايقبل الجدل بأن من راهنوا على صعود النمرة هذا الموسم إنما حمّلوا التشكيلة الخضراء ما لا تطيق وأن أقصى ما يمكن أن تتطلع إليه هذه الأخيرة هو ضمان البقاء ضمن بطولة الهواة ليس أكثر . ولم يتوقع أغلب أنصار النمرة النهاية التراجيدية لمواجهة المسيلة بعد الوجه المقبول الذي قدمه أشبال يسعد في الشوط الأول من هذه المواجهة ، حيث نجح رفقاء حموش في تسيير هذه المرحلة بذكاء على الرغم من تأخر موعد انطلاقها بأكثر من نصف ساعة بسبب الوصول المتأخر لثلاثي التحكيم ما جعل أنصار النمرة الذين تابعوا المباراة عبر مختلف الوسائط التكنولوجية « يطمعون» أكثر في نقاط الفوز الثلاثة خصوصا وأن المنافس المسيلي كان عاجزا عن خلق الفارق أمام نمورالكورنيش ولم يخلق سوى فرصتين أو ثلاثة على مدار هذا الشوط . وانقلبت الأمور رأسا على عقب بالنسبة لنمور الكورنيش مع بداية المرحلة الثانية التي بدأت خلالها عيوب النمرة في الظهور مع الوقت خصوصا في ظل فشل التشكيلة الخضراء في رفع النسق وتراجعها إلى الخلف وهو مافتح المجال أمام الفريق المسيلي لفرض منطقه وتهديد مرمى كحال الذي تعملق كعادته معيدا سيناريو لقاء الرغاية من خلال صده لثلاثة أهداف محققة ، كما نابت العارضة عنه في لقطة أخرى لتبدأ أسهم النمرة في النزول مع الوقت إلى أن بلغت الحضيض مع نهاية اللقاء الذي لم تكن خاتمته كما توقع أنصار الفريق الجيجلي الذين كانوا يأملون في العودة إلى جيجل على الأقل بنقطة التعادل . ورغم أن فشل النمرة في التسجيل طيلة التسعين دقيقة كان وقعه مؤلما لأنصارها الذين راهنوا بقوة على الفوز للعودة في سباق الصعود والحفاظ على بصيص من الأمل في مزاحمة نادي الرغاية على تأشيرة المحترف الثاني إلا أنهم كانوا مقتنعين بنقطة التعادل لولا الصاروخ الذي دك به الفريق المسيلي شباك الجواجلة في الوقت البدل الضائع من هذه المواجهة وهو الهدف الذي أسقط كل من كانوا بملعب المسيلة من الجواجلة أرضا وجعل عناصر الفريق الجيجلي عاجزة حتى عن العودة إلى غرف تبديل الملابس سيما بعد سماعها بنتيجة رائد الرغاية الذي تفوق بثلاثية في هذه الجولة. وإذا كانت كرة القدم تنعت دوما بلعبة المفاجآت والغرائب التي لا تنتهي فإن غرائب هذه اللعبة ومفاجآتها تجلت مع فريق شباب جيجل الذي تحوّل في ظرف أسبوعين أو بالأحرى خلال (180) دقيقة من فريق يلعب على الصعود إلى فريق مهدد بشكل مباشر بالسقوط إلى قسم مابين الجهات ، حيث أن خسارة المسيلة أجهزت نهائيا على حلم الفريق الجيجلي في الصعود بعد أن اتسع الفرق بينه وبين الرائد إلى عشر نقاط كاملة في حين تقلص الفارق بين النمرة والدائرة الحمراء إلى أربع نقاط فقط وهو مايعني دخول الفريق الأخضر بشكل رسمي حسابات البقاء التي ستكون صعبة ومعقدة عليه خصوصا في ظل ذل الأداء الذي قدمه اللاعبون أمام المسيلة وقبلها أمام نادي الرغاية .