كما توقع كثيرون انتفضت كتيبة المدرب سمير قدام بملعب الدار البيضاء محققة أول فوز خارج القواعد خلال الموسم الجديد مخرسة كل الألسن التي راهنت على السقوط الثالث لرفقاء جعافري خارج جيجل وعودتهم بأيدي فارغة من هذه الموقعة التي حظيت باهتمام بالغ من قبل أنصار النمرة كون أغلب هؤلاء كانوا يرونها الفرصة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتصحيح المسار قبل فوات الأوان .وعكس المواجهات الماضية فقد دخل نمور الكورنيش بعقلية المحاربين الذين يرفضون الاستسلام لخسارة أخرى خارج القواعد حيث أظهروا روحا قتالية كبيرة منذ الدقائق الأولى لمواجهة الدار البيضاء مربكين خصمهم الذي لم يستطع حتى تنظيم صفوفه كما فعلت أغلب الفرق التي واجهت النمرة خلال المواجهات الماضية ، كما بدا بأن الكلام الذي دار بين مدرب النمرة ولاعبيه طيلة الأسبوع الذي سبق لقاء الدار البيضاء قد أعطى ثماره وهو ما ظهر جليا حتى قبل انطلاق المباراة حين أصر كل اللاعبين على التواجد في القائمة الأساسية وهو ما جعل قدام يجد صعوبة بالغة في ضبط هذه الأخيرة .ولم تتأخر مرحلة الجني بالنسبة لنمور الكورنيش الذين قطفوا ثمار سيطرتهم النسبية على الخصم قبل العودة إلى غرف تبديل الملابس بعد نجاح المتألق بوطابونة في توقيع الهدف الوحيد للنمرة في هذه المواجهة مكررا مافعله أمام بني ثور لحساب الجولة الرابعة من البطولة عندما سجل أحد هدفي فريقه في هذا اللقاء ،ليعود النمور بأسبقية معنوية كبيرة إلى غرف تبديل الملابس ويخط أشبال قدّام أول صفحات الفوز المظفر أمام الدار البيضاء التي أيقن لاعبوها مع مرور الوقت بأن النمرة التي سمعوا عليها أمام القبة والمخادمة والتي بنوا عليها حساباتهم ليست هي التي تقف أمامهم على ميدان ملعب الدار البيضاء البلدي .وكان في وسع النمور قتل المباراة بعد هدف بوطابونة وتحديدا خلال الشوط الثاني الذي سيطر النمور على بدايته بالطول والعرض غير أن هذه الفرص ضاعت بطريقة غريبة وهو ما جعل أنصار النمرة يعيشون “ البسيكوز” في آخر لحظات الشوط الثاني خوفا من هدف التعادل خصوصا في ظل التراجع النسبي لأداء الكتيبة الخضراء التي استنفذ لاعبوها كامل طاقاتهم وباتوا يبحثون عن إنهاء المباراة بأي طريقة في سيناريو كان متوقعا بعد المجهودات التي بذلوها طيلة أكثر من (60) دقيقة .ويدين الفريق الجيجلي في تفوقه أمام الدار البيضاء لحارسه سويعد الذي ظهر في الوقت المناسب من خلال صده لكل هجمات المحليين وتصديه لما لا يقل عن أربعة أهداف محققة خلال الدقائق الأخيرة محافظا بذلك على تقدم فريقه الذي ربح حارسا آخر اسمه سويعد الذي أنسى أنصار النمرة في الحارس الأول كحال الذي تراجع الطاقم الفني مجددا عن اشراكه في هذه المواجهة بفعل مخلفات الإصابة التي تلقاها قبل أكثر من (20) يوما ليرد سويعد الجميل بأداء أسطوري لا يقدمه إلا الحراس الكبار .