تعرض أحد رجال الشرطة العاملين على مستوى محور الدوران لحي الدقسي عبد السلام بولاية قسنطينة إلى اعتداء خطير بالسلاح الأبيض من طرف سائق شاحنة من نوع «هاربين» بعد قيام الأخير بمناورة خطيرة وعند أمره بالتوقف قام السائق بالاعتداء على الشرطي بوجهه والهرب وعدم الامتثال وبعد مدة زمنية جد قصيرة تمكنت قوات الأمن من القبض على الفاعل بنقطة التفتيش بحي الأمير عبد القادر الفوبور سابقا فيما نقل الشرطي إلى المستشفى الجامعي ابن باديس. وتزامنا مع وقوع الحادثة بإحدى المناطق الساخنة بولاية قسنطينة والتي شهدت منذ حوالي الأسبوعين إقدام المجموعة الإرهابية التي تسللت إلى أعالي جبل الوحش بعمليات إرهابية استعراضية لفك الخناق الممارس عليها من طرف قوات الأمن من خلال اغتيال حافظ شرطة وهو ما جعل السكان يعيشون على وقع الشائعات منذ ذلك الحادث، وفي نفس السياق تقوم مصالح الأمن بالتنسيق مع قوات الجيش والدرك على مستوى ولاية قسنطينة منذ الساعات الأولى لصباح السبت 29 أكتوبر الماضي بحملات تمشيط واسعة بكل من حي الزيادية وحي الأمير عبد القادر(الفوبور) من أجل القبض على الإرهابيين الذين اغتالوا شرطيا بعدما قاموا بإطلاق الرصاص عليه بأحد المطاعم بالمنطقة مما تسبب في وفاته بمستشفى قسنطينة، وكانت قوات الجيش قد هيأت نفسها لتوسيع العملية العسكرية من خلال اقتحام معاقل المجرمين الإرهابيين بفرق من المظليين، إلى جانب الاستعانة بأخرى من المشاة وفرق مختصة في تفكيك الألغام لغاية القضاء على آخر إرهابي من المتسللين إلى المنطقة، للتذكير نفّذت أيادي الغدر ليلة الجمعة إلى السبت الموافقة ل 29 من شهر أكتوبر الماضي عملية إرهابية في الوسط الحضري بقسنطينة راح ضحيتها شرطي لفظ أنفاسه، وعلى الفور أطلقت قوات أمنية مشتركة في الناحية العسكرية الخامسة عميلة تمشيط كبيرة ضد جماعة «سرية الغرباء» في جبل الوحش، وكشف مصدر أمني رفيع أن قوات برية وجوية كبيرة تشارك في العملية العسكرية التي تهدف لمنع هذه الجماعة من نقل نشاطها إلى مناطق جديدة ومنعها من الحصول على إمدادات بالسلاح والإرهابيين، ونقلت مصادر محلية أن مرتكب العملية الإرهابية ظل يراقب تحركات الشرطي إلى غاية «اغتياله» و الفرار إلى أحد الأحياء المجاورة قبل أن تطوق الشرطة عدة مناطق بأعداد كبيرة في قسنطينة بالتنسيق مع وحدات الدرك الوطني وعناصر من القطاع العملياتي العسكري بالولاية، وأفادت مصادر بأن الجاني سلب عنصر الأمن سلاحه الرشاش من نوع كلاشينكوف فور سقوطه على الأرض ليتبعه إرهابيان كانا يتابعان مجريات العملية في إحدى زوايا حي الزيادية، وعلى إثر العملية تم تفعيل عملية قصف مروحي مكثف متزامنة مع حملة تمشيط واسعة النطاق تركزت أساسا على مستوى جبل الوحش والغابات القريبة منه وفقا لإفادات مصدر رسمي، وكانت مصالح الأمن المشتركة في قسنطينة قد تحصّلت خلال أيام على معلومات مؤكدة تفيد بتسلّل عناصر إرهابية إلى وسط مدينة قسنطينة وجرى البحث عنها في عدّة مواقع بالمدينة الجديدة علي منجلي وحي الزيادية دون نتيجة، وذكرت مصادر عليمة قبل أيام أن الإرهابي «لعويرة» المدعو أبو همّام يكون قد دخل المدينة الجديدة علي منجلي حيث يكون قد قام بزيارة لعائلته كما شوهد أيضا في محيط حي الزيادية، ولوحظ نهاية الأسبوع انتشار أمني وتكثيف الدوريات في الموقعين المذكورين بالموازاة مع حملة تمشيط بالشريط الغابي لولاية قسنطينة، وكانت «سرية الغرباء» الإرهابية التي تنشط بالمرتفعات الجبلية لقسنطينة قد أعلنت انشقاقها عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ومبايعتها زعيمَ تنظيم «داعش» الإرهابي «أبوبكر البغدادي» في جويلية الماضي وقد قررت القيادة العسكرية تنفيذ عملية تمشيط واسعة في جبل الوحش لحصار الجماعة الإرهابية الجديدة التي ترغب في استقطاب عدد من «الجهاديين» الشباب وزيادة وتيرة العمليات الإرهابية في مختلف ولايات الشرق.