تراجع معدل التكفل بمرضى طب الأسنان على مستوى العيادات الجوارية خلال السنوات الأخيرة جراء نقص المعدات والأدوية رغم توفر الأطباء المختصين على مستوى معظم المؤسسات التابعة لوزارة الصحة والذين يشغلون المناصب شكليا فقط لتنتهي مدة المداومة عندهم بإنتهاء ساعات العمل . معدات مهترئة ومكتب لثلاثة أطباء وغياب تام للتهيئة وهو ما وقفنا عليه خلال الزيارات التي قادتنا إلى بعض العيادات الجوارية على مستوى بلديات ولاية عنابة، تفاجأنا بأطباء مختصين في طب الأسنان وحتى إختصاصات أخرى يتبادلون أطراف الحديث بعد أن تجمعوا بالقرب من مكتب مهترئ جالسين على كراسي في حالة يرثى لها، إقتربنا منهم لنسألهم عن سبب جلوسهم رغم كثرة الوافدين على قسم طب الأسنان أكدوا بأن نقص المعدات أو غيابها التام جعلهم يضطرون إلى توجيه جميع المرضى الوافدين إليهم إلى أطباء خاصين لمعالجة أسنانهم خاصة في ظل الحالة الكارثية التي تتواجد عليها جل العيادات الجوارية رغم أنها تقع على مستوى أحياء بوسط مدينة عنابة. العيادات العمومية لطب الأسنان في حالة كارثية والخواص يفرضون منطقهم يدفع المواطن البسيط ثمن انعدام المعدات ثمنا باهضا حيث أن الفارق بين ثمن الفحص العادي بعيادة المتعددة الخدمات للصحة الجوارية لا يتعدى مئة دينار فيما ثمن الفحص لدى طبيب الأسنان الخاص يتعدى 800 دج فيما قد يصل ثمن معالجة الأسنان إلى 10 آلاف دينار جزائري للسن الواحدة أو تتعدى ذلك حسب نوعية المواد المستعملة في حين أن ثمن الحصة الواحدة لدى الطب العام لا تتعدى 100 دج .هذا إذا تم إستثناء تركيب الأسنان وطواقم الأسنان الذي ينطلق من 20 ألف دينار جزائري ويصل إلى عشرة ملايين لدى الخواص في حين لا يتعدى سعره الألفين دينار جزائري لدى المصحات الجوارية الخاصة بطب الأسنان. شجارات يومية والمواطن البسيط وحده يدفع الثمن يواجه الأطباء الخواص على مستوى العيادات الجوارية يوميا غضب المواطنين بسبب توقف عملية استقبال المرضى مبكرا بسبب نفاد كميات التخذير مبكرا حيث تتحصل كل عيادة على علبة أو علبتين تضم 30 وحدة تخذير فقط في حين أن بعض المرضى قد يحتاجون لأزيد من وحدتين من أجل ضمان تخذير بعض الأسنان فيما يضطر الأطباء إلى عدم استقبال المرضى بسبب انعدام وسائل التعقيم أو انعدام المعدات التي تضمن عملية نزع الأسنان بسلامة وهو ما يخلق خصامات وشجارات يومية في ظل غياب الأمن على مستوى بعض العيادات، فيما يغادر الطاقم الأمني بالنسبة لبعض العيادات عند الساعة الخامسة مساء رغم أن مدة المداومة قد تنتهي عند الساعة الثامنة مساء ليتعرض على إثرها الأطباء الخواص إلى مضايقات وتهديدات حيث صادفنا أحد المرضى كان يعاتب طبيبة كانت قد تركت بعض من السن الذي نزعته له من قبل مما أدى إلى عودة الأوجاع حيث أنه كاد أن يعتدي عليها لولا تدخل المواطنين أو أحد المارة داخل الحي الذي تقع فيه العيادة. العلاج المجاني بالجزائرمجرد إشاعة عبر معظم المواطنين وحتى الأطباء العموميين عن سخطهم جراء الأوضاع السائدة خاصة على مستوى العيادات الجوارية وهو ما يلغي حسبهم شعار العلاج المجاني بالجزائر خاصة في ظل احتكار بعض الأدوية التي تصل إلى المخازن الخاصة ببعض العيادات وتوجيهها لمعالجة أشخاص من أقارب المسؤولين ولا تتوفر فيهم شروط العلاج المجاني، وهو ما أثار سخط الطرفين خاصة المواطن الذي يضطر إلى التراجع في الأخير والتوجه إلى الأطباء الخواص ليضطر إلى علاج سن واحدة بمبلغ لا يقل عن خمسة آلاف دينار جزائري في حين وجه الأطباء المختصون في طب الأسنان عدة شكاوى إلى المسؤولين وكذا الوزارة الوصية لإصلاح الوضع خاصة بعد الملايير التي صرفت من طرف الدولة لإنجاز وتعميم العيادات الخاصة إلا أن جميع الأبواب تبقى موصدة لتذهب الملايير هباء الريح ويسلب الخواص مبالغ ضخمة تتعدى أضعاف ما كان سيدفعه المواطن البسيط لدى عيادات الطب الجواري.