تعاني أغلب المدن الجزائرية من مشاكل كبيرة على صعيد التسيير والتخطيط وهو ما جعلها تقع في فخ الفوضى التي أصبحت العنوان الرئيسي حتى في المدن الكبرى، هذا الأمر دفع وزارة الداخلية والجماعات المحلية للاستنجاد بالتجربة الكورية الجنوبية في مجال تسيير المناطق الحضرية على أمل استنساخها في الجزائر.حيث راسلت وزارة الداخلية ممثلة في مديرية الموارد البشرية والتكوين والقوانين الأساسية (تحوز آخر ساعة على نسخة من المراسلة) الأسبوع المنصرم ولاة الجمهورية من أجل إعلام رؤساء المجالس الشعبية البلدية بخصوص منحة دراسة الماستر تخصص التسيير الحضري والتخطيط بجامعة سيول الكورية الجنوبية، حيث تدخل هذه المنحة ضمن البرنامج العالمي للتطوير الحضري، وحسب ما جاء في المراسلة فإن مدة التكوين ستستمر 25 شهرا، حيث تنطلق في شهر أوت من سنة 2017 وتنتهي في نفس الشهر من سنة 2019، على أن تكون 13 شهرا من الدراسات على مستوى المدرسة الدولية للعلوم الحضرية التابعة لجامعة سيول في العاصمة الكورية الجنوبية، حيث أكدت وزارة الداخلية أن الهدف من ذلك هو تحسين أداء الإطارات المحلية المكلفين بالتسيير الحضري والتخطيط وذلك من أجل ضمان التطور الحضري وتحسن المحيط المعيشي للمواطن.كما أكد المصدر أنه يسعى جديا في استنساخ التجربة الكورية الجنوبية في هذا المجال، أما بخصوص الإطارات المحلية المعنية بهذه المنحة، فإنه يشترط على الإطار أن يكون حاصل على شهادة جامعية أو أكثر في المجال، أن يكون أقل من 40 عاما وتكون له خبرة في الإدارة لا تقل عن ثلاث سنوات، إجادة اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، ضرورة أن يكون الإطار في صحة جيدة ما جعل الوزارة تستثني النساء الحوامل من التسجيل، هذا وسيكون على الإطارات المحلية الذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة التسجيل عبر الموقع الرسمي للمدرسة الدولية المذكورة في أجل أقصاه 20 أفريل الجاري، حيث تأمل وزارة الداخلية أن تظهر نتائج هذا التكوين على المدى المتوسط والطويل أين تأمل أن تصل للتسيير الجيد للمدن، وما تجدر الإشارة إليه أن إنشاء المدرسة الدولية للعلوم الحضرية في كوريا الجنوبية كان في سنة 2012 والهدف من ذلك كان نشر الخبرة والمعلومات اللذين اكتسبتهما مدينة سيول أثناء تطورها مع باقي مدن العالم، ومن خلال هذا يتسنى لها المشاركة في التقليل من الآثار السلبية الناجمة عن المشاكل التي تواجهها المدن الكبيرة في كل أنحاء العالم، من أجل ذلك تقوم بأبحاث لحل مشاكل المدن في مختلف أنحاء العالم والمتعلقة أساسا بالتصميم العمراني، الصرف الصحفي، مياه الشرب، تسيير الكوارث، أمن المواطنين، التخلص من النفايات، البيئة، النقل العام، السكة الحديدية وغيرها.