مصالح الأمن فككت قنبلة وضعت أمام باب بيته عبد الحق لعيايدة يتعرض لمحاولة اغتيال فككت أمس، مصالح الأمن، قنبلة تقليدية الصنع وضعها الإرهابيون عند مدخل منزل عبد الحق لعيايدة، مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة، سابقا، وقد تفطن لعيايدة، للقنبلة عندما كان يهم بالخروج من البيت، حيث كانت موضوعة داخل كيس في ركن الباب، قبل أن يسارع للاتصال بمصالح تفكيك المتفجرات التي تدخلت على الفور لإبطال مفعولها. وأكد عبد الحق لعيايدة، الذي أفرج عنه غضون سنة 2006، بقرار رئاسي وقعه الرئيس بوتفليقة، بعد 12 سنة سجنا، حكم عليه إثره بالإعدام لتأسيسه الجماعة المسلحة، بأن الكيس كان موضوع به قنبلة تقليدية الصنع، و"كفن" وقطعة صابون"، ما يدل على إيحاءات بان مدبري الجريمة التي أوقفتها مصالح الأمن، كانوا يتربصون به لاغتياله. وحسب لعيايدة، فإن القنبلة تم اكتشافها في الساعة، الثامنة و الربع صباحا ببلدية براقي بالعاصمة حيث يقيم، وقد راعت المجموعة الإرهابية التوقيت الذي عادة ما يبرح فيه بيته. غير أن المعني لم يجمل أية جهة محاولة استهدافه. ويرحج متتبعو الشأن الأمني، بأن محاولة استهداف عبد الحق لعيايدة، الذي كان يعد أحد المرجعيات لدى الجماعات المسلحة، ذات علاقة بمرونته في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية، وإعلان موالاته للمترشح الحر عيد العزيز بوتفليقة، باعتباره أنه كان في الأيام القليلة الماضية كثير التردد على مداوماته الانتخابية بالعاصمة. وتعد عملية يوم أمس، ثاني محاولة استهداف تطال قياديين سابقين في الجماعات المسلحة، بعد تلك التي استهدفت العضو البارز فيما كان يعرف بالجيش الإسلامي للإنقاذ سابقا، مصطفى كرطالي يوم 13 أوت 2007، حيث تعرض لمحاولة اغتيال بتفجير قنبلة وضعت داخل سيارته بشارع الشيخ المقراني ببلدية الأربعاء في ولاية البليدة، وقد نجا كرطالي الذي كان أمير كتيبة الرحمان في الجيش الإسلامي للإنقاذ من الموت، فيما تسبب الحادث في بتر ساقه اليمنى إثر عملية جراحية خضع لها بمستشفى سليم زميرلي بالعاصمة. وتفيد قراءات أمنية بأن الأضرار التي لحقت بالجماعات الإرهابية، من بين أسبابها، إعلان قيادات سابقة مساندتها لميثاق السلم و المصالحة الوطنية، ودعوتها الإرهابيين للنزول من الجبال و الاستفادة من مسعى الرئيس، على غرار النداءين الذين أطلقهما الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوى و القتال، حسان حطاب، ثم النداء الأخير الذي أطلقه رفقائه الأربعة، الذين كانوا يشغلون مراكز قيادية في التنظيم الإرهابي، على غرار المسمى " الماريشال" وأبو زكريا وأبو البر، لذلك اختارت التنظيم الذي يطلق على نفسه " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الانتقام من قياداته السابقة التي أعلنت توبتها، باعتبارها أحدثت انشقاقات داخلية صعب على قيادة التنظيم جبرها. إذ تفيد معلومات بأن العشرات من حاملي السلاح، يرغبون في النزول من الجبال، تلبية لدعاوى التائبين، غير أن الفرصة لم تحن لهم بعد لتنفيذ رغباتهم. كما تأتي محاولة اغتيال لعيايدة، في ظرف سياسي خاص تمر به الجزائر، والتلاسن الذي طبع الحملة الانتخابية بين الرئيس بوتفليقة والأمير السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ، مدني مزراق، حيث دعا بوتفليقة في تجمع شعبي له، أعضاء "الفيس" المحظور إلى العودة إلى ديارهم، ردا منه على مطالبتهم بتأسيس حزب سياسي، محملا إياهم مسؤولية الدم الذي نزف طويلا في الجزائر، فيما لم ينتظر مزراق طويلا ليرد على الرئيس المترشح، بان الدولة حسبه "تنصلت من التزاماتها حيال عناصر الأيياس". ليلى/ع