مثل صبيحة أمس المتهمان «ر.م» و»ب.ب» أمام هيئة محكمة الجنايات بعنابة لتورطهما في جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار إضافة إلى ارتكابهما جنحة السرقة التي راح ضحيتها المسمى «ب.أ» البالغ من العمر 19 سنة…. وليد سبتي وهي الحادثة الغريبة التي شهدتها مدينة برحال أواخر سنة 2016 أين نجى شاب من الموت المحتّم بعد تلقيه ضربة في غاية الخطورة على مستوى رأسه أوشكت أن تضع حدّا لحياته حين دخل في غيبوبة لمدة 17 يوما، حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 02/11/2016 حين تلقت فرقة الدرك الوطني التابعة لبرحال بلاغا هاتفيا من مصلحة الإستعجالات مفاده استقبال شاب مصاب بجروح خطيرة على مستوى قفاه ليتم نقله إلى مستشفى ابن رشد لمعالجته أين كان فاقدا للوعي تماما، وعلى إثرها قامت عناصر الدرك بفتح تحقيق معمقّ حول القضية ليصرح والد الضحية «ب.ك» بأن ابنه «ب.أ» البالغ من العمر 19 سنة تعرض لاعتداء عنيف بأداة حادة بعد خروجه ليلا من المنزل مضيفا بأنه تلقى مكالمة هاتفية أثناء خروجه قبل تعرضه لمحاولة القتل، وعند سماع تصريحات «ب.أ» الذي استفاق من الغيبوبة بعد 17 يوما من الواقعة، كشف لمصالح الأمن بأن المتهمان «ر.م» و»ب.ب» المتراوحة أعمارهما بين 28 و 35 سنة هما من اعتديا عليه وكان برفقتهما شخص آخر يعرفه، ليشير بأن السبب الحقيقي وراء ذلك يكمن في أنه كان قد اتفق مع المتهمين على الهجرة السرية إلى أوروبا وكلفوه بجمع الأموال من الراغبين في «الحرقة» غير أنه تراجع عن قراره ورد لهم الأموال، ليرجع له هؤلاء ليلة الحادثة من أجل إرغامه على تعديل قراره ودخلوا في مناوشات كلامية أفضت إلى توجيه «ر.م» ضربة على مستوى أذنه وأخرى خلف رأسه كادت أن تودي بحياته لولا نقله على جناح السرعة لمعالجته، خاصة وأن الطبيب الشرعي منحه عجزا كليا لمدة 60 يوما نظرا لخطورة الإصابة التي شملت الجهة اليسرى خلف رأسه بها جرح وكسر عميق مع ورم دموي تحت جافيته، ومن جهة ثانية فقد نفى المتهم «ر.م» أمام هيئة المحكمة التهمة الموجهة إليه، ذاكرا بأنه غادر الجزائر في الرابع من شهر نوفمبر من السنة الماضية باتجاه ألمانيا وبقي يعيش هناك بطريقة غير شرعية إلى أن أخبره خال الضحية بأنه متورط في قضية محاولة القتل، وهو الأمر الذي جعله يعود إلى الجزائر لتسليم نفسه وإنكار ما نسب إليه من تهم، كذلك الحال بالنسبة للمتهم «ب.ب» الذي نفى بدوره جميع التهم الموجهة إليه، وأوضح بأنه كان يوم الوقائع بمدينة عنابة بعيدا عن حي الضحية الكائن ببرحال، كما برهن خلال جلسة المحاكمة دفاع المتهمان بأدلة وقرائن قوية تفضي بعدم قيام موكليهما بالجريمة المنسوبة، حيث استدل المحامون بتقرير الطبيب الشرعي الذي أوضح تعرض الضحية «ب.أ» لكسر انضغاطي يمكن أن يكون نتيجة تأذيه أثناء سقوطه واصطدام رأسه على حجر عكس ما صرح به الضحية الذي كشف بأن أداة حادّة اخترقت قفاه حين إعتدى عليه المتهمان، هذا وقد ذهب الدفاع إلى أبعد من ذلك باستغلال بعض الثغرات منها اختلاف تصريحات الضحية الذي تغيّرت أقواله في محضر سماعه من طرف عناصر الضبطية القضائية ومصالح الأمن، كما أشارت الصور المرفوعة من مكان وقوع الحادثة إلى وجود حجر عليه دم الضحية مما يجزم عدم تعرضه لضربة بواسطة أداة حادة إضافة إلى عدم حمل تقرير الطبيب للطعنة المتعلقة بأذنه، وبعد الإستماع إلى كافة الأطراف ومن بينهم الشهود الذين كشف البعض منهم بأن الاعتداء كان بسبب فتاة تقطن ببلدية سيدي عمار، التمست النيابة العامة عقوبة المؤبد ضد المتهم «ر.م» و20 سنة سجنا ضد «ب.ب» قبل أن تدين المحكمة الأول ب 12سجنا نافذا في حين برأت المتهم الثاني لعدم ثبوت أدلت إدانته.