أمس الأول وزير المجاهدين الطيب زيتوني، عشية مشاركته في الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 62 لاستشهاد البطل الرمز مصطفى بن بولعيد الشباب الجزائري إلى الاقتداء بمآثر الشهداء ومواصلة مسيرتهم،مشيدا برسالة النبل والأخلاق، القيم والمبادئ والحرية والشموخ، التي حملها الشهيد، مؤكدا في ذات السياق أن إحياء مثل هذه المناسبات هو بمثابة الوفاء والإخلاص والمترجم لعبقرية انتصارات المسيرة النضالية والثورية ومسيرة البناء والتشييد معتبرا أن حضور الشعب في كل محطة ووقوفه من أجل الجزائر هو عنوان هذا الوفاء والإخلاص، معتبرا أيضا أن المناسبة هذه هي موعد مع رسالة بن بولعيد والمثل المتجددة التي زرعها في نفوس الأجيال التي تتعاقب وتتلاحق وعلى موعد مع استذكار أثره وتأثيره البالغ في مسيرة إعداد وتحضير اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وعلى موعد مع الوفاء له وللشهداء والمبادئ والدلالات التي تحملها قيم النضال والتضحية التي تحلى بها أولئك الأشاوس في سبيل الوطن، مشيدا في ذات السياق بخصال الشهيد البطل الذي ترك إرثا خالدا كالباحث في مساره يندهش له المرئ من خلال مشروع التحرر الذي حمله والمعرفة الواسعة بالوقائع السياسية والجوانب العسكرية، يقول وزير المجاهدين «نال أغلى أمانيه فقد جعل من شبابه وحياته مشروعا للنضال والجهاد إلى أن رزقه الله الشهادة»معتبرا أن استذكار شهدائنا الأبرار هو عودة بالذاكرة إلى التاريخ المجيد لقراءة ما فيه من معاني الجهاد والتحرير كتعبير لاعتزاز أبناء الشعب الجزائري بكفاحهم المرير وتضحياتهم وبطولاتهم وكذا الالتفاف حول تاريخهم بكل حزم وعزم من أجل تخليد ذكرى أسلافهم ومآثرهم داعيا الشباب الجزائري الواعي والمسؤول بما يمثله من نخبة الامة وبما يتحلى به من الروح الوطنية ومن قيم المواطنة الخالصة وكفاءات متميزة أن يتمكن من التفوق والنجاح في معركة التنمية والازدهار بسلاح العلم والمعرفة كما تفوق آباؤهم في معركة التحرير الوطني لرفع التحديات وكسب الرهانات والسمو بالبلاد في شتى المجالات وعلى كافة المستويات من خلال الإخلاص لأمانة بن بولعيد وأقرانه والعمل على خدمة الجزائر بعزيمة وإصرار، وحسب زيتوني فإن الشعب المتمسك بهويته تحذوه فقط الرغبة في ترجمة الفعل تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كرس وعزز المكونات الأساسية للهوية الوطنية بكل أبعادها وبسط الأمن والسكينة في ربوع الجمهورية.هذا وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 62 لاستشهاد الشهيد مصطفى بن بولعيد قد احتضنتها قرية نارة ببلدية منعة مكان تواجد ضريح الشهيد، من خلال قراءة فاتحة الكتاب على روحه ووضع إكليل من الزهور على قبره، كما تخلل الاحتفالية عديد التكريمات لمؤسسات تربوية كانت قد نظمت في وقت سابق مسابقات بهدف مساهمة التلاميذ في الاطلاع على تاريخ الجزائر ومآثر الشهداء، كما تم توزيع جوائز للمتسابقين الفائزين في السباق نصف المراطون الدولي «مصطفى بن بولعيد» الذي عكفت مدينة أريس على تنظيمه كل سنة وتزامنا مع ذكرى استشهاد بن بولعيد، وكذا تسمية المحطة البرية لولاية باتنة باسم الشهيد «محمد عرعار» المدعو «بوعزة».