كشف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها إلى الشعب مساء أمس بمناسبة إحياء ذكرى النصر.والتي تحدث فيها عن الندوة الوطنية وتغيير النظام فقال : «إن المناسبات التذكارية مثل التي تجمعنا اليوم هي فرص للتمعن في المسيرة التي قطعناها و التطلع نحو المستقبل الذي يليق بالجزائر، على ذكر المسيرة هذه، أكتفي بالاعتزاز بكل ما أنجزته الجزائر المستقلة بفضل عزم شعبها الأبي من بناء و تشييد و ما أبدته من قدرة على التغلب على المحن و المآسي و ترجيح الجنوح إلى التآخي والوئام والمصالحة من أجل الجزائر، إن بلادنا مقبلة على تغيير نظام حكمها و تجديد منهجها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي على يد الندوة الوطنية الجامعة التي ستعقد في القريب العاجل بمشاركة جميع أطياف الشعب الجزائري»، وعن الدور الذي ستلعبه كشف :«إن مهمة هذه الندوة مهمة حساسة لأنها هي التي ستتخذ القرارات الحاسمة الكفيلة بإحداث القفزة النوعية التي يطالب بها شعبنا و خاصة أجيالنا الشابة، القفزة التي ستتجسد من خلال تعديل دستوري شامل وعميق سيبت فيه الشعب عن طريق الاستفتاء، تعديلا يكون منطلقا لمسار انتخابي جديد مبتداه الانتخاب الرئاسي الذي سيأتي البلاد برئيسها الجديد»، وأضاف:«سيخول للندوة الوطنية الجامعة أن تتداول، بكل حرية حول المستقبل الاقتصادي و الاجتماعي للبلاد، مستقبل مثقل بالتحديات في هذا المجال، مستقبل في حاجة حقا إلى إجماع وطني حول الأهداف والحلول لبلوغ تنمية اقتصادية قوية و تنافسية، تنمية تضمن الاستمرار في نمطنا الاجتماعي المبني على العدالة والتضامن» وواصل في رسالته:« إن هذا النهج سيسهم لا محالة في تحرر الجزائر من التبعية للمحروقات و من تذبذب السوق العالمية لهذه الثروة، كما أن تعزيز بلادنا اقتصاديا و اجتماعيا سيجعلها تقوى أكثر فأكثر على الحفاظ على سلامة ترابها وأمنها في محيط مباشر ملتهب و في عالم مثقل بمخاطر الأزمات المتعددة الأشكال»، وأثنى بوتفليقة على الجيش في رسالته وتحدث عن الدور الذي يجب أن يلعبه الشعب فقال:«صحيح أن للجزائر جيشا وطنيا شعبيا سليل جيش التحرير الوطني، جيشا يتميز بالإحترافية العالية، وبروح التضحيات المثالية إلا أن أمن البلاد واستقرارها في حاجة كذلك إلى شعب يرقى إلى مستوى تطلعاته الإقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، ويحرص على استجماع ما يسند به و يعزز ما يبذله جيشنا حاليا في سبيل حماية الجزائر من المخاطر الخارجية, لكي يتمتع هو بالعيش في كنف الاستقرار والسكينة»، وختم رسالته قائلا:«تلكم هي كذلك الغاية التي عاهدتكم أن أكرس لها آخر ما أختم به مساري الرئاسي إلى جانبكم و في خدمتكم لكي تشهد الجزائر عما قريب نقلة سلسة في تنظيمها و تسليم زمام قيادتها إلى جيل جديد لكي تستمر مسيرتنا الوطنية نحو المزيد من التقدم و الرقي في ظل السيادة والحرية».