الحروش/ بعد 46 سنة من التهميش والإقصاء معاناة حي الشهداء مرهونة يقرار رئيس الدائرة يعيش سكان حي الشهداء ببلدية الحروش ولاية سكيكدة والبالغ عددهم 73 عائلة أوضاعا مزرية ويوميات صعبة يندى لها الجبين في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة خاصة وأنّ قاطني هذا الحي هم من الأسرة الثورية من مجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء ممن همشوا على مرّ عقود من الزمن وبالضبط منذ عام 1963 السنة التي استفادوا فيها من هذه السكنات المتكونة من غرفتين ومطبخ وفناء صغير تكدست فيها العائلات حتى أضحى الحي وكأنه محتشد توارثوه من الحقبة الاستعمارية حيث تآكلت وتصدعت جدرانها وتساقطت أسقفها القرميدية إلى درجة لم تعد تنفع معها الترقيعات مما حذا بالكثير منهم إلى استبدالها بصفائح الزنك والترنيت المصنوعة بمادة "الآميونت" المسرطنة، هذا الديكور حوّل الحي إلى حي قصديري بكل ما تحمله الكلمة من مواصفات وحسب ما وقفنا عليه في عين المكان فإنّ خطر سقوط الجدران وخاصة الفاصلة بين السكنات قائم، حيث ذكر لنا السكان ممن التقينا بهم أنّ الحشرات والجرذان والأوساخ والحرارة والأمراض أصبحت القاسم المشترك لحياتهم اليومية التي أجبرتهم في هذه الأيام الحارة وفي كل صيف على الهروب إلى الشارع مفضلين هذا الأخير على المكوث داخل البيوت الضيقة التي لم يتوان بعضهم في وصفها بالأفران "كوشة" هذا صيفا يقول السكان أمّا شتاء فالوضع مغاير تماما يضيف هؤلاء لأنّ معاناتهم تزداد جرّاء ارتفاع درجة الرطوبة داخل سكناتهم والتي تسببت في أمراض الحساسية والربو للكبار والصغار على حد السواء أما بخصوص تسربات مياه الأمطار فقد أوضح لنا السكان أنّهم لجأوا إلى الاستعانة بالأغطية البلاستيكية (باش) والأواني المنزلية لمنع تسرب وتشكيل البرك المائية بداخلها هذا وقد أكد لنا رئيس جمعية الحي السيّد دقيش مسعود البالغ من العمر 76 سنة أنّ جميع السلطات المحلية وحتى الولائية على دراية تامة بوضعيتهم لكنهم لم يحركوا ساكنا ولم يتدخلوا لرفع الغبن والتهميش عنا يقول هذا الأخير بل أنها أدارت ظهورها لنا واكتفت بإطلاق سلاسل من الوعود اللامتناهية بدأت بقضية التنازلات عن الأرضية التي نقيم عليها والتي منحت لنا في عهد وزير السكن السابق ثم تلتها الدراسات الاجتماعية والتقنية العديدة نذكر آخرها التي قامت بها مديرية البناء والتجهيزات العمومية لولاية سكيكدة بأمر من الوالي بعد الزيارة التي قادته سابقا إلى الوحدة الثانوية للحماية المدنية المحاذية لحينا أين وقف على وضعيتنا وكانت له أنذاك وقفة مع السكان استمع من خلالها إلى انشغالاتهم ومشاكلهم حيث أعطى بشأنها تعليمات فورية إلى السلطات والجمعيات المعنية لإيجاد تسوية نهائية لقضية الحي السكني الهش وهذا وفق ما يتماشى مع رغبة السكان بشرط أن ينسجم ذلك مع التطور العمراني لكن لا هذا ولا ذاك حصل وأردو رئيس الجمعية قائلا مشيرا إلى أن رئيس الدائرة الحالي ومنذ تنصيبه باشر معهم سلسلة من اللقاءات المباشرة تصب كلها في خانة إيجاد حل مناسب ونهائي للوضعية الحالية هذه الالتفاتة استبشرها السكان وأدخلت البهجة في نفوسهم خاصة وأنهم سيودعون سنوات الشقاء والحرمان التي لازمتهم وما عزز لهم الأمل في ذلك هو الطلب الذي تقدم به رئيس الدائرة إلى والي الولاية باقتسام حصة 100 سكن إجتماعي من الحصة الحالية المقدرة ب 800 سكن والمرشحة للتوزيع خلال الأيام القادمة وهذا لمحاربة البناء الهش الذي يشكل حوالي 50% من النسيج العمراني البلدي.ودعنا سكان حي الشهداء وآمالهم معلقة في الالتفاتة إليهم ورفع الغبن عنهم.