تشهد شوارع العاصمة ومختلف ولايات الوطن هدوءا غير مسبوق عقب الاجراءات التي اتخذتها السلطات للحد من انتشار فيروس كورونا” كوفيد19″ والتي تراوحت مابين “غلق المقاهي، المطاعم، المساجد، دور السينيما، المدارس، الجامعات، المنشات الترفيهية وتوقيف وسائل النقل الجماعية العمومية والخاصة وكذا غلق الحدود وحظر السفر، كإجراء إحترازي للوقاية من هذه الجائحة التي حصدت ألاف الأرواح في مختلف بقاع الأرض، وسجلت أكثر من 139 اصابة ووفاة 15 شخص ببلادنا، وهو ماجعل الجزائريون يمتثلون لدعوات العزلة الصحية أو مايعرف بالحجر الصحي لتفادي انتشار الوباء الذي يغزو العالم .شارع ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، ساحة أول ماي، البريد المركزي، بورسعيد، وساحة الشهداء، تعد من الشوارع الأكثر ازدحاما بالعاصمة لموقعها الاستراتيجي وتهافت المواطنين وحتى الاجانب عليها، غير أنها بدت أمس شبه خالية من المركبات والمارة في اليوم الموالي من مرور دوريات التوعية المنادية عبر مكبرات الصوت بضرورة التزام البيوت نظرا لخطورة التحرك خارج المنازل في ظل انتشار الفيروس الذي يهدد حياة الجميع.وتميزت مدن، ساحات، شوارع وأزقة العاصمة وضواحيها في أول أيام الاسبوع “الأحد” التي يكثر فيه االنشاط والحيوية بقلة في الحركة رغم ان الطقس كان مشمس و جميل، حيث خلت الأماكن التي تعرف بالنشاطات التجارية على غرار زنقة العرايس بساحة الشهداء، وميسونيي بشارع ديدوش مراد ومركز علي ملاح بساحة اول ماي من طاولات الباعة والمتبضعين والنسوة الذي تعج بهم هذه الأمكنة في العادة، عدا وجود عدد من رجال الأمن وسياراتهم رباعية الدفع المركونة لمنع المواطنين من التجمعات غير الضرورية حتى ولو كان لشخصين فقط، كإجراء وقائي لتفادي انتشار هذا العدو المجهري الذي في حال انتشاره حتما سيودي بجهاز الصحة المهترئ في الجزائر الى الانهيار لاسيما مع قلة الامكانيات وقلة أجهزة التنفس التي تساعد المصابين على التنفس. جميع المحلات التجارية مغلقة باستثناء الصيدليات ومحلات المواد الغذائية وكذا محطات الوقود لاسيما عقب اعلان وزير الصحة عبدالرحمان بن بوزيد عن دخول الجزائر المستوى الثالث لانتشار الوباء داعيا الى الاستعداد للأسوء وهو نتج عنه حالة من الرعب لدى عدد من الجزائريين ودفع ببعض المحلات التي فتحت في ساعات مبكرة من الصباح الى الغلق فورا . وفي هذا السياق نشر عدد من رواد شبكات التواصل القاطنين بولاية الجزائر لصور أحيائهم وشوارعهم التي بدت في مجملها خالية باستثناء تجول قلة قليلة من الشباب ربما لاقتناء حاجياتهم او لعدم تمكنهم من المكوث طويلا بالبيت، مستحسنين إقدام عدد كبير من الجزائريين على الالتزام بالحجر في ظل انتشار كورونا، داعيين البقية الى التزام البيوت وعدم الخروج الى الشارع لحماية أنفسهم واهاليهم من العدوى بالفيروس الفتاك خاصة مع ارتفاع حصيلة الوفيات. وفي هذا الصدد قالت شهيناز، يبدو ان الجزائريين استيقظوا من غفلتهم أتمنى ان لايكون ذلك متأخرا ونجد أنفسنا في رتبة واحدة مع ايطاليا، داعية الى الإصغاء لدعوات الاطباء الذين صاروا يتوسلون المواطنين للبقاء في بيوتهم لمنع انتشار العدوى، وتابعت، “على كل العائلات الجزائرية الالتزام بالحجر الصحي والالتزام بتوجيهات الوقاية الصحية والنظافة وغسل الأيدي جيدا لتفادي السيناريو الايطالي من حيث عدد الاصابات والوفيات. وأردفت لمياء، ” نسبة من الوعي بخطورة الازمة الصحية التي تمر بها الجزائر والعالم بدأت تظهر في سلوكايات الجزائري الذي أصبح يشارك في عمليات التعقيم والتنظيف للأحياء وارتداء الأقنعة الواقية والقفازات ويوصي الاخرين بعدم الخروج الا عند الضرورة وذلك خوفا من انتشار كورونا”، مؤكدة أنه كان من الأجدر على هؤلاء القيام بهذه الأفعال فور انتشار الفيروس في الصين ومن ثم ايطاليا وايران قبل انتشاره ببلادنا، وتضيف” معليش أن نستفيق متأخرين خير من أن لانستفيق أبدا اللهم ارفع عنا البلاء”. من جهته قال فارس” أين هو الوعي والجزائري لازال ينظم الأعراس ويحتفل بالبارود وسط عدد كبير من المعازيم، قلة الحركة في الشارع لا تشير بتاتا لعدم وجود تجمعات في المنازل، التجمعات قلت ربما في العاصمة والمدن المجاورة لها لكثرة دوريات الشرطة غير أن الولايات الاخرى لازالت تشهد حركية عادية وكأن كورونا غير موجود”، داعيا رئيس الجمهورية الى حظر التجول واعلان حالة الطوارئ واتخاذ كافة الاجراءات المشددة لكبح انتشار الفيروس في ظل المنظومة الصحية المتهالكة حسبه.