تشهد ولاية باتنة وضعا كارثيا، اثر تزايد عدد مصابي كوفيد 19، الذين فاق عددهم 1050 حالة مؤكدة مخبريا او عن طريق السكانير، حيث لم يعد المخبرين المعتمدين بولاية باتنة احدهما تابع لاحد الخواص قادرين على اجراء التحاليل في اوانها، جراء عشرات العينات التي ترد اليهما، ما دفع بعديد الحالات التوجه لاجراء هذه التحاليل بمخابر خاصة اخرى وبأسعار متفاوتة. من جهة أخرى فقد امتلأت أسرة المستشفيات عن آخرها خصوصا بالمناطق التي باتت بؤرة للوباء على غرار مروانة، بريكة وعاصمة الولاية، ما دفع بالاطباء الى رفع الراية البيضاء مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لايجاد حل لهذه الازمة، التي دفعتهم الى اعتماد طريقة الاولوية في الظفر بسرير، حيث يتم توجيه الاشخاص المصابين في حالات مستقرة الى الاستشفاء المنزلي وعدم الاحتكاك بالاخرين، مع متابعة العلاج واستشارة المستشفى، في حين يتم الابقاء على الحالات الحرجة واصحاب الامراض المزمنة وكبار السن بالمستشفيات، هذا ناهيك عن حالات الوفاة التي عرفت هي الاخرى ارتفاعا مخيفا في الاسبوعين الاخيرين قارب ال 100 حالة وفاة جراء الاصابة بكورونا، بمعدل بلغ 05 وفيات في اليوم، كان اخرها التي سجلت امس لاعمار مختلفة. من جهته مستشفى عين التوتة فقد وجهت ادارته نداء استغاثة لكل الاطباء والشبه طبيين الخواص وكذا النتقاعدين وحاملي الشهادات في الطب والتمريض الراغبين في التطوع والمساهمة في التكفل بالمرضى التقدم الى المؤسسة لمد يد العون والمشاركة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، خصوصا وان المستشفى هو الاخر قد امتلأ عن اخره بمصابي كوفيد، وبات الطاقم الطبي غير قادر على احتواء الوضع والتكفل بالمرضى خصوصا وان عددا من الاطقم الطبية وشبه الطبيين قد اصيبوا بالفيروس الخطير، منهم طبيب عام بولاية باتنة قضى نحبه امس الاول، هذا فيما زاد عدد المصابين الذين يتلقون العلاج بمستشفى ثنية العابد ب 10 حالات جديدة تضاف الى 20 حالة سابقة بين المؤكدة مخبريا والمحتملة المشخصة بالسكانير، منها 04 حالات من بلدية وادي الطاقة، 04 من بلدية شير، 04 من بلدية بوزينة، 07 من بلدية منعة، 02 من باتنة، 03 من ثنية العابد، حالة من ولاية ورقلة وحالتان من ولاية بسكرة، يتلقون العلاج بالمؤسسة وحالتهم مستقرة. في وقت يرجع فيه السبب الرئيس للوضع الى انعدام الوعي كلية لدى المواطنين من جهة الذين يمارسون حياتهم بين الاسواق وفي الشوارع غير آبهين بالفيروس على الاطلاق ىخذين في اثامة الأفراح والتجمعات التي دعمت الفيروس وشجعته على الانتشار مهيئة له الجو الملائم للتكاثر، وكذا التخفيف الجزئي للحجر الصحي الذي اثبت فشله في احتواء الوضع، وادى الى ارتفاع رهيب في عدد الحالات الى أضعاف المرات. ورغم ان نقص الوعي لدى المواطنين واستهتارهم بعدم وجود الوباء قد ساهم في انتشاره، فان الارقام المخيفة المسجلة في صفوف المصابين بالولاية من جهة، وحالات الوفيات التي تدفن يوميا بالطريقة المعتمدة لدفن ضحايا كوفيد 19، فان اغلب المكذبين لوجود الوباء باتوا مصدقين له، لفقدان احدهم لشخص عزيز، وكذا معرفتهم ويقينهم بأشخاص من اهلهم وذويهم اصيبوا بالوباء، آخذين من مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لتوعية وتحسيس المواطنين بالوضع واعترافهم بوجوده الفعلي، فهل كان غير المصدقين ينتظرون الكارثة وخروج الامور عن السيطرة لكي يتعضوا بوجود الوباء ووجوب اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. من جهة اخرى فانه يرجح ان تعرف ارقام الوباء انخفاضا او استقرارا خلال الايام القادمة، خصوصا بعد القرار الصادر عن والي ولاية باتنة الرامي الى وقف عقود الزواج، واقامة الافراح ومجالس العزاء، وكذا غلق الاسواق الاسبوعية واسواق الماشية، هذا بالاضافة الى فتح مصالح اخرى لاحتواء المرضى الذين كانوا يفترشون الارض بالمؤسسة العمومية الاستشفائية للامراض الصدرية والمعدية، ما من شأنه التكفل الامثل بالمرضى سيما الموجهون لتلقي العلاج بمساكنهم تفاديا لانتقال العدوى والاكتكاك المحتمل بين الافراد.