في الوقت الذي يشتكي فيه مستعملوا الطريق الوطني رقم (43) سيما في شطره الرابط بين منطقة الأشواط بالطاهير ومدينة الميلية من الإكتظاظ اليومي التي تسببه شاحنات الوزن الثقيل التي تقوم بنقل مختلف أنواع المركبات الجديدة من ميناء جن جن باتجاه مختلف الولايات الجزائرية بدأ بعض التجار يجنون في المقابل ثمار الإنتعاش الكبير الذي يعرفه الميناء المذكور منذ تسليم مقاليد تسييره لمجموعة موانئ دبي العالمية وخاصة أولئك الذين يملكون محلات على المحور الرابط بين منطقة الأشواط والميلية حيث باتت هذه الأخيرة قبلة لمئات السائقين الذين يقصدون ميناء جن جن وهو ما انعكس ايجابا على نشاط العديد من هؤلاء التجار الذين اعتادوا غلق محلاتهم طيلة معظم أيام السنة وعدم فتحها الا مع بداية موسم الإصطياف الذي يشهد اقبالا كبيرا على الشواطئ الجيجلية . واذا كان الإنتعاش الملحوظ لحركة الواردات بميناء جن جن قد انعكس بالإيجاب على الكثير من القطاعات الحساسة في الولاية (18) بما فيها قطاع التشغيل فان المستفيد الأكبر من هذا الإنتعاش هم التجار وبالخصوص أصحاب المطاعم الذين تضاعفت نشاطاتهم بفعل الإقبال الكبير لسوّاق الشاحنات على محلاتهم خاصة في الفترة المسائية حيث تتحول المساحات المحاذية للمحلات المذكورة الى مايشبه محطة للشاحنات التي يبحث أصحابها عن لقمة لسد الرمق بعد سفرية طويلة تمتد أحيانا لأكثر من (10) ساعات وهو مايفسر لجوء بعض التجار الى فتح محلات جديدة خلال الفترة الأخيرة من أجل مضاعفة أرباحهم وتلبية مطالب زبائنهم القادمين من مختلف مناطق الوطن خاصة بمنطقتي سيدي عبد العزيز والمزاير التي تضاعفت بها محلات بيع الشواء ومختلف أنواع المأكولات الأخرى بما يقرب الأربع مرات خلال فترة لم تتجاوز الخمسة أشهر . ويتخوف أصحاب المطاعم والمحلات المذكورة من تأثر تجارتهم أو بالأحرى تراجعها مجددا بعد اكمال أشغال الطريق المزدوج الذي يربط مدينتي جيجل والميلية على اعتبار أن ذلك سيمنع أصحاب الشاحنات من التوقف على قارعتي الطريق في ظل غياب مواقف مخصصة لذلك وتقلص المساحة التي كان يستغلها أصحاب هذه الشاحنات لركن عرباتهم التي ورغم الإزعاج التي تسببه لمستعملي المحور الطرقي الرابط بين الميلية وجيجل الا أنها جلبت بالمقابل فوائد كبيرة لبعض متساكني ولاية جيجل الذين أصبح لسان حالهم يقول هموم قوم عند قوم فوائد . م/ مسعود