طغت على الساحة الثقافية في السنوات الأخيرة، ظهور جمعيات ثقافية حاولت إثراء الساحة الفنية من خلال إنشاء فرق تنشط في مختلف الميادين ( موسيقى، مسرح..)، هذا الأخير الذي شكل عبر العصور مرآة تعكس ثقافة الشعوب و تخميناتها من خلال انشغالات الإنسان المعاصر و تشخيصها في قوالب فنية مختلفة. للمسرح في مغربنا العربي الكبير، رجال و نساء قدموا الكثير على غرار الفرق الهاوية التي ساهمت في إثراء خشبة المسرح الحلة، الدرسة و الخالدة. و لم يبق سوى نقل الرسالة لجيل معول عليه لرفع المشعل و مواصلة المسيرة باحترافية حقيقية و مسؤولية كبرى، من بينها جمعية " الهضاب" التي أنشئت في الثمانينات و قامت بإنتاج عدة عروض نذكر(النار الباردة، ولد لبلاد، و الشبعة في الشعبة). إننا اليوم بحاجة إلى من ينهض بهذا الفن الراقي ليستعيد مكانته في فضائنا الوطني و المغاربي. محليا و بمدينة سطيف، فإن الفن الرابع بحاجة اليوم إلى التفاتات صادقة من لدن الفنانين و المسئولين عنه من أجل تكريس نهضة مسرحية واعدة و الارتقاء بمستوى الأداء المسرحي الجماعي و الفردي، و تمكنه من النهوض و التهيكل في وسط مناسب و مناخ ملائم يسوده جو من الإبداع و الاحتراف وحب العمل و التفنن فيه. خصوصا و أنه في الآونة الأخيرة، ظهر العديد من الشباب المتعطش الذي أبى إلا أن يترجم أفكاره و يعبر عن آرائه على خشبة المسرح على سبيل المثال فرقة القليعة لحمام قرقور، فرقة الأمل، جمعية عشاق الفنون للعلمة إضافة إلى فرقة عبد القادر علوم لمسرح الأطفال التي تنشط ببلدية عين الحجر. إذن للمسرح رجال مسئولين على الرسالة المنتظرة منهم، فلا بد من تواجد مؤسسة تحتضنه و تسمو به إلى أعلى مراتب المسارح العالمية بقيم و ثقافة تجد لها عند كل البشر كونيا قواسم كثيرة مشتركة في وقت اختزلت فيه المسافات و تلاشت فيه الحدود الفاصلة بين الثقافات و القوميات و الدول. الأمر الذي يحتم على المسئولين إلى أن تكون هناك التفاتة إيجابية من قبلهم خصوصا و أنه في السنوات الأخيرة أصبح الفن الرابع يستقطب اهتمام الشباب وأن عاصمة الهضاب العليا شهدت في الأعوام الأخيرة انتفاضة ثقافية ثرية. حليمة بكيري