منذ زهاء سنة على التعليق الإضطراري للمسيرات المناهضة للنظام بفعل جائحة كورونا، تعالت اليوم الإثنين أصوات الحراكيون المنادية بتحقيق التغيير الجذري بمختلف ولايات الوطن الوطن على رأسها العاصمة في الذكرى الثانية للإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالنظام البوتفليقي، مؤكدين على مواصلة التظاهر إلى حين تحقيق مطالبهم الحراكية. *الحراكيون يجددون عهدهم مع المسيرات بعد أن اضطر الجزائريون لتعليق مسيراتهم الأسبوعية التي استمرت طيلة 56أسبوعا في 13 من شهر مارس الماضي حفاظا على الصحة العمومية بسبب إنتشار كوفيد 19، قرر الحراكيون من شباب، شيوخ ونساء العودة إلى الشارع مجددا في ذكرى مرور سنتين على الحراك الوطني الذي أبهر العالم بمسيراته السلمية الحضارية لعشرات الأسابيع، للمطالبة بتحقيق التغيير الفعلي وإحداث القطيعة مع ممارسات النظام السابق . * ألاف المتظاهرون يضربون كورونا بعرض الحائط في الصباح الباكر من يوم الإثنين 22 فيفري 2021 الذي يصادف مرور عامين على الهبة الشعبية التي شهدتها الجزائر رفضا لتجديد النظام البوتفليقي على خلفية إعلان الرئيس المخلوع"عبدالعزيز بوتفليقة" ترشحه للولاية خامسة، اجتاحت سيول بشرية العاصمة الجزائر ومختلف أنحاء الوطن في هذا اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب والجيش وسط تخوفات من طرف الكثيرين من إختراق الحراك وخروجه عن مساره السلمي، حيث انطلقت المسيرة من ساحة أول ماي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي وموريطانيا باتجاه ساحة البريد المركزي التي تعتبر مهد الحراك ضد النظام السابق، ضاربين بعرض الحائط خطر العدوى بالفيروس التاجي لاسيما مع عدم إلإمتثال لقواعد الصحة والسلامة من الوباء على غرار التباعد الجسدي وإرتداء القناع الطبي الواقي. *نقاط تفتيش على طول مداخل العاصمة وإنتشار أمني مكثف بشوارعها الرئيسية وتظاهر ألاف الجزائريون وسط إنتشار كثيف لرجال الأمن وقوات مكافحة الشغب الذين اصطفوا شاحناتهم وسياراتهم الرباعية الدفع بالساحات الرئيسية للعاصمة الجزائر على غرار ساحة الشهداء، موريطانيا، ساحة موريس أودان ووسط البريد المركزي التي تعتبر نقطة إلتقاء الحراكيون منذ انطلاقة الحراك الوطني الشعبي في ال 22 فيفري 2019 ضد العهدة الخامسة لبوتفليقة، تحسبا لأي انزلاق. *سيول بشرية تجتاح مهد الحراك لأول مرة منذ قرابة السنة على توديعه كما شهدت مداخل العاصمة تعزيزا مكثفا للحواجز الأمنية وتفتيش مشدد لأغلب المركبات المتجهة نحو العاصمة، الأمر الذي نتج عنه طوابير من السيارت وحركة سير شبه مشلولة، وجعل المسافرون و مستعملي السيارات ينتظرون لساعات طويلة من أجل الوصول إلى مقر عملهم أو سكنهم بالعاصمة التي اجتاحتها سيول بشرية قادمة من كل حدب وصوب على غرار باب الواد، الحراش، الكاليتوس العاصمة وحتى من الولايات الأخرى مشكلة أحلى مظاهرات سلمية رغم التضييق والإعتقالات لعدد من المحتجين والصحفيين والناشطين الذين خرجوا للتظاهر لأول مرة منذ قرابة السنة على التوقيف المؤقت للمظاهرات بسبب الوباء. *بناء جزائر جديدة بعيدا عن القمع وانتهاك حرية التعبير وعاد الحراكيون للشارع هذه المرة وبقوة رغم إنتشار الجائحة القاتلة، حيث خرجوا في مسيرة سلمية تعد الأكبر منذ نحو عام من توقيف الحراك، رغم برودة الطقس وسقوط الأمطار حاملين الراية الوطنية تحت هتافات"تتنحاو ڨع، إستقلال إستقلال، الحرية، لا للقمع، أطلقوا سراح المعتقلين"، مطالبين بتحقيق التغيير الحقيقي وبناء الجزائر الجديدة بعيدا عن الشمولية و انتهاك لحرية التعبير وكذا القمع والملاحقات القضائية للنشطاء السياسيين السلميين والصحفيين وغيرهم من نشطاء التواصل الإجتماعي المنتقدين على صفحاتهم لسياسة المسؤولين الذين أضحوا من نزلاء المؤسسات العقابية بسببها. *إجراءات لتخفيف حدة التوتر وتهدئة الشارع وعلى الرغم من تنفيذ رئيس الجمهورية لبعض مطالب الحراك على غرار إطلاق سراح العشرات من معتقلي الرأي، والإعلان عن حل المجلس الشعبي الوطني والتغيير الطفيف الذي أجراه على حكومة جراد ومحاسبة رموز النظام السابق المتهمين بالفساد، بالمقابل إلى جانب تحذير المؤسسة العسكرية من الفتنة والخروج إلى الشارع مع إشارتها لوجود جهات أجنبية تهدف لزعزعة إستقرار البلاد ، إلا أن الحراكيون لم يرغبو في تفويت هذا التاريخ الاستثنائي . *خراطة تمهد لعودة الحراك ويذكر أن مدينة خراطة كانت قد شهدت مسيرات يوم 16فيفري الجاري حيث قدم إليها الحراكيون من كل أنحاء الوطن للتظاهر ضد الوضع القائم وبعدها بثلاثة أيام بولاية خنشلة كتمهيد لعودة الحراك الوطني. وجدير بالذكر أن الحراك الوطني الشعبي المنطلق في 22 من شهر فيفري 2019 واستمر ل 13 شهرا ول 56 أسبوعا متتاليا، تم تعليقه يوم 13 مارس من السنة الماضية بفعل تفشي كوفيد 19، حيث قرر نشطاء الحراك السلمي لأول مرة منذ انطلاق الهبة الشعبية في الجزائر توقيف مسيراتهم بشكل مؤقت تخوفا من إنتشار فيروس كورونا الخطير، في استجابة منهم للأصوات الداعية الى توقيف المظاهرات والتجمعات التي تزيد من نسبة الإصابة بهذا الوباء القاتل، ليقرروا العودة إليه في ذكراه الثانية بإصرار أكبر على الإستمرار في التظاهر إلى غاية تحقيق التغيير الجذري.