وري الثرى نهار أمس جثمان فقيد المسرح الجزائري و أحد مؤسسي مسرح وهران الجهوي ، بمقبرة عين البيضاءبوهران، و كان الفقيد قد توفي بمسكنه العائلي الكائن بمدينة وهران عن عمر ناهز 84سنة بعد معاناة مع المرض و عقب سنوات طويلة من الإبداع المسرحي و التلفزيوني و سلسلة من الأعمال التي مثل فيها أو أخرجها و التي تحول بفضلها الى اسم مهم في عالم المسرح و التلفزيون الجزئري، و كان المسرح الجهوي لوهران قد أعلن وفاته و نعاه عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك. الراحل بشير بودهب من مواليد 06 جانفي 1938 بوهران، تشرب حب الخشبة منذ طفولته، حيث قدّم عروضا فكاهية ومرتجلة في الأعراس والحفلات مع أبناء جيرانه وهو في سن الرابعة عشر.درس البيداغوجيا في معهد باريس وبعد عودته للجزائر، أسس فرقة في تيارت وهو في العشرين من عمره بعد عام عاد إلى وهران سنة 1961 وكان يشارك في أعمال مسرحية بسيطة مع أخيه وابن خالته كهواة، في 1964 احترف الفن المسرحي. التحق الراحل بمعهد التمثيل المسرحي الذي أنشأه كاتب ياسين في العاصمة في فيفري 1966 حيث درس أصول التمثيل على يد أساتذة التمثيل المسرحي، مثل سعد أردش وكرم مطاوع لمدة 4 سنوات وتخرج منه سنة 1969 ثم في سنة 1971 رجع إلى المعهد كأستاذ ومكوّن هذه المرة، وفي نفس الوقت كان قد التحق بالمسرح الوطني كممثل حتى سنة 1974. وتعامل الفقيد بشير بوذهب مع فنانين جزائريين كبار، منهم المرحوم العربي زكال وسيد أحد أقومي، وفي سنة 1973 شارك في لجنة خاصة بالإخراج بمسرح عبد القادر علولة بوهران. وأخرج الراحل ومثل سنة 1987 المونولوج الشهير « شكون يسمع شكون؟»، وعام 1989 أخرج مسرحية «السيد بونتولا وخادمه ماتي» للكاتب المسرحي الألماني برتولد بريخت. وفي الفترة الممتدة بين سنتي 1995و 1997 عمل مع قسم الفنون الدرامية بجامعة وهران من خلال إشرافه على تخرج طلبة المعهد. وشارك الراحل في عديد الملتقيات الوطنية أهمها ملتقى المسرح الجزائري سنة 1977، وملتقى المسرح وجمهوره عام 1987، ملتقى النقد الفني عام 2006 وغيرها. ومن أعمال بشير بوذهب التلفزيونية والسينمائية، الفيلم "تسابيح الأرض" الذي أخرجه نور الدين بن عمر عام 1987، إضافة إلى دوره في فيلم "اليقظة" للمخرج محمد بن صالح، و"العاصفة" لمصطفى كاتب، و"الرحبة" للمخرج زكرياء عام 2000، وآخر أفلامه كان "قضية شرف" الذي أخرجه محمد حويدق في ديسمبر 2014،و نعت الدكتورة صورية مولوجي وزيرة الثقافة بكثير من الحزن والأسى، الممثل المسرحي والتلفزيوني والمخرج "بشير بوذهب"، في رسالة لعائلة الفقيد أكدت من خلالها أن المرحوم قدم الكثير للمسرح الجزائري من خلال مختلف الوظائف التي تقلدها والأعمال التي أنتجها، منذ أن كان ابن 14 سنة، ولأن الفقيد كان متعدد المواهب فقد برز أيضا في التمثيل التلفزيوني والسينمائي من خلال أعمال ناجحة أضافت له الكثير في مشواره الفني. و جاء في رسالة التعزية أنه أمام هذا المصاب الجلل، تتقدم السيدة الوزيرة إلى عائلة الفقيد ومحبيه وللأسرة الفنية والثقافية في الجزائر، بأخلص التعازي الأخوية والمواساة الصادقة، داعية الله سبحانه وتعالى، أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه وأن يلهم أهله جميل الصبر والسلوان.