عقد وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة طنفور زيدان، اليوم في حدود الساعة السادسة مساء، ندوة صحفية لتقديم توضيحات للرأي العام حول الجريمة الشنعاء التي شهدها حي 11 ديسمبر 1960 بعاصمة الولاية والتي راح ضحيتها امرأة وأطفالها الثلاثة الذين اعترف رب الأسرة بقتلهم جميعا قبل رمي نفسه من الطابق الثالث للعمارة التي يقطنون فيها على مستوى التعاونية العقارية التي أنجزت في المنطقة المعروفة باسم "شنطاطا". النداء الخاص بالحادثة وصل إلى الشرطة على الساعة 19:10 كشف في وكيل الجمهورية خلال الندوة الصحفية أنه في حدود الساعة السابعة و10 دقائق من مساء يوم الثلاثاء وعلى إثر نداء إلى قاعة الإرسال، انتقلت مصالح الأمن إلى مكان وقوع الجريمة، قبل أن يقوم أفراد الشرطة بإخطاره بالوقائع، ليقوم وكيل الجمهورية بالانتقال إلى مكان الجريمة بمعية رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية وذلك بعد الاتصال بالطبيب الشرعي وفرقة تحديد الشخصية من أجل التوجه إلى حي 11 ديسمبر 1960 وتحديدا تعاونية "موندوفي"، أين وقفوا على بشاعة الجريمة التي ارتكبها الجاني بحق زوجته وأطفاله الثلاثة. الجاني رمى بنفسه من الطابق الثالث بعد سماعه محاولة كسر باب الشقة كما أوضح وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة طنفور زيدان أن أهل الزوجة احتاروا منذ صبيحة ذلك اليوم بسبب عدم ظهور أي خبر على الزوج وعائلة رغم الاتصالات الهاتفية المتعددة، ليقرر على إثر ذلك أحد الأقارب الانتقال إلى المسكن وبعد أن هم هذا الأخير بطرق باب الشقة ومحاولة كسره، قام الجاني برمي نفسه من الشرفة المتواجدة على مستوى الطابق الثالث، لتتدخل على إثر ذلك مصالح الحماية المدنية التي قامت بنقل الزوج على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى "ابن رشد"، أين تلقى التدخل الطبي اللازم وهو ما ساهم في تحسن حالته الصحية. الجريمة ارتكبت في حدود الساعة التاسعة صباحا ! وقف وكيل الجمهورية لدى تنقله إلى مكان ارتكاب الجريمة على وجود أربعة جثث، ثلاثة منها للأطفال وهم "ع.ص" 16 سنة، والتوأم "ع.ع" و"ع.ت" البالغين من العمر 12 سنة وكانت بادية على رقابهم آثار الخنق بواسطة حبل والأمر ذاته بالمسبة للزوجة "ج.س" البالغة من العمر 40 سنة التي وجدت مرمية على وجهها بعد أن ضربها الزوج بآلة حادة من الخلف على مستوى الرقبة والرأس، ليتم بعدها نقل جثث الضحايا إلى مستشفى "ابن رشد" وقد أظهرت نتائج التشريح أن الجاني ارتكب جريمته في حدود الساعة التاسعة صباحا ولم يكتشف أمر ذلك إلا بعد مرور حوالي 10 ساعات، في سياق ذي صلة وعلى إثر وقوع وكيل الجمهورية على هذه الوقائع، أمر بفتح تحقيق في القضية. تحسن حالة الجاني سمح بسماع اعتراف بارتكاب الجريمة تمكنت مصالح الضبطية القضائية من الاستماع لأقوال الزوج وذلك بعد أن أكد الأطباء لهم أن حالته الصحية تسمح بذلك، حيث تعرض لكسور على مستوى الحوض والرجل واليد وهو يتواجد حاليا تحت العناية المركزة في مستشفى "ابن رشد"، هذا وقد اعترف الزوج "ج.ع" البالغ من العمر 42 بالوقائع المنسوبة إليه وأنه ارتكب الجريمة بمحض إرادته، غير أنه رفض الإفصاح عن الأسباب التي دفعته للإقدام على ارتكاب هذه الجريمة، في سياق ذي صلة، أكد وكيل الجمهورية أن التحريات متواصلة لمعرفة أسباب الجريمة، كما ستكشف التحاليل ما إذا كان الجاني لجأ إلى تسميم الضحايا قبل خنقهم، باعتبار أن الزوجة كانت في حالة صحية جيدة، أما بخصوص أدواة الجريمة، فأوضح وكيل الجمهورية أن مصالح الأمن المختصة قامت برفعهم من مكان الجريمة ويتعلق الأمر بحبل وأداة حادة. الجاني في حالة عقلية سليمة والتحاليل ستكشف ما إذا تعاطى مخدرات تطرق وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة طنفور زيدان إلى احتمال أن يكون الجاني يعاني من اضطرابات عقلية، حيث أكد في هذا السياق أنه الزوج كان ظاهرا عليه أنه في حالة جيدة من الناحية العقلية، في الوقت الذي سيتم النظر في نتائج التحاليل لمعرفة ما إذا كان تحت تأثير المؤثرات العقلية أو مواد مخدرة أخرى أثناء ارتكاب الجريمة أم لا.
