بالرغم من أن بلدية يسر الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس تحتل موقعا استراتيجيا على اعتبار أنها منطقة عبور لبلديات أخرى و ولايات مجاورة على غرار البويرة ،تيزي وزو و العاصمة فضلا عن أنها تعد أقدم بلدية في الولاية لكونها تحتوي على بنايات قديمة تعود الى الحقبة الاستعمارية،الا أنها اليوم تعاني من عدة مشاكل مست كل القطاعات كتلك المتعلقة بالنقل،الطرق،الغاز ،الميا...السبب بالدرجة الأولى يعود الى ضعف الميزانية المالية التي تستفيد منها البلدية التي عجز مسؤوليها في تجسيد عديد المشاريع على أرض الواقع ،مما جعل المجلس الشعبي البلدي يطالب السلطات الولائية بضرورة رفع الميزانية و تقديم الدعم للنهوض بالقطاعات التي بقيت المشاريع فيها متوقفة طويلا،و هو نفس مطلب سكان بلدية يسر الذين كثيرا ما أسمعوا أصواتهم مطالبين بالمشاريع التي من شأنها اخراجهم من العزلة التهميش.. كل المشاريع السكنية معطلة..و الأخرى ينتظر الافراج عنها تحتاج بلدية يسر حسب مسؤولها الأول السيد " عمر شتى " الى أغلفة مالية هامة لإعادة تهيئة عدد كبير من أحيائها على غرار حي " شعباني " الذي يحتاج إلى أزيد من 02 مليار سنتيم لترميم سكناته المقدرة ب 82 مسكنا،كما يحتاج مشروع 60 مسكن بوسط المدينة هو الأخر التهيئة الترميم،فيما يبقى مشروع انجاز 150 مسكن في إطار السكن التساهمي ينتظر الإفراج عنه من طرف السلطات المعنية،بالرغم من أن سبق لوالي بومرداس و أن أختار الأرضية المخصصة لذات المشروع الذي يترقبه المستفيدون منه بفارغ الصبر منذ سنوات.. و في الاطار ذاته ينتظر أصحاب السكنات الهشة اشارة انطلاق مشروع 140 مسكن اجتماعي يعوض بناياتهم التي يقطنها أزيد من 730 مواطن منذ العهد الاستعماري،و بالمقابل أكد المسؤول ذاته أنه تم الشروع في انجاز 160 مسكن اجتماعي من بين 1760 وحدة سكنية مبرمجة لمواطني البلدية.. المناطق المعزولة منها حظيت بالغاز..وأحياء وسط المدينة تنتظر التفاتة و بخصوص تزويد السكان بالغاز الطبيعي يتساءل معظم الذين التقتيناهم عن السبب الذي جعل هذا المشروع يتأخر بل ينعدم وجوده بجل الأحياء باستثناء وسط المدينة رغم كثرة الطلبات المقدمة الى الجهات المعنية بهذا الشأن و التي وصلت حسب أحد المسؤولين بالبلدية الى 7432 طلب ،في حين حظيت مناطق أكثر عزلة بهذه المادة الحساسة،و هو ما جعل العائلات تجري وراء تبعات قارورات غاز البوتان حيث يستغل التجار الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية للرفع من القارورة الواحدة ليصل سعرها إلى أكثر من 300 دج.. توزيع 75 محلا تجاريا لم يحد من بطالة شباب بلدية يسر و في سياق متصل تحتاج بلدية يسر الى عدة مشاريع لامتصاص ظاهرة البطالة التي وصلت نسبتها حسب المسؤول الأول عن البلدية نحو 45 بالمائة و هو عدد كبير و مخيف في نفس الوقت مما يعني أن البلدية بحاجة ماسة الى منطقة نشاط صناعي قد خصصت له الأرضية التي تتعدى مساحتها 10 هكتارات،و تبقى قضية انجاز مذبحة بالمدينة تنتظر اشارة انطلاق الأشغال بها باعتبارها ستخفف الكثير من الضغط على تلك المتواجدة بوسط المدينة ،كما من شأنها فتح مناصب عمل للشباب البطال بالمنطقة.. و عن محلات الرئيس التي أنهت البلدية أشغال انجازها بنسبة 100 بالمائة ووزعت منها لحد اليوم 75 محلا فقط الا أنه مازالت هذه البلدية تطالب ب 50 محلا أخر نظرا لطلب المتزايد عليها من قبل شباب البلدية الذي يرغب في توديع البطالة و دخول عمل الشغل.. و في الاطار ذاته تساءل سكان المنطقة عن سبب توقف أشغال انجاز المكتبة التي بلغت أشغالها 23 بالمائة.. أطفال يحلمون بالنقل المدرسي..و الروضة في خبر كان و على صعيد أخر يعاني أكثر من 700 تلميذ يقطنون في الأحياء المعزولة من غياب تام لوسائل النقل،مما يؤثر حسب السكان سلبا على مردود التلاميذ الدراسي و الذي أدى الى ظهور مشكل التسرب المدرسي في سن مبكرة لدى العديد منهم ،و يزيد الوضع تأزما في فصل الشتاء حيث تعرقل الأمطار و الأوحال باعتبار المنطقة ريفية من صعوبة تنقلهم الى المدارس التي تبعد عن مساكنهم بعدة كيلومترات ، و بالمقابل طالب مسؤولو البلدية السلطات العليا المعنية بالأمر بتوفير 10 حافلات لاحتواء الوضع و التقليص من المشكل الذي بات يهدد مستقبل الأجيال الدراسية،الا أن طلبهم هذا لم يجد الأذان الصاغية و يسجل في خانة الطلبات الضرورية التي تتطلب حلا عاجلا على حد تعبير أولياء التلاميذ الذين التقيناهم.. من جهة أخرى يظل حلم أطفال البلدية بروضة معلقا رغم انتهاء الأشغال به منذ أكثر من سنتين بنسبة 90 بالمائة الا أنه يبقى مجرد هيكل ينتظر من يتكفل به من خلال اكمال جدرانه و تجهيزه بكل الأجهزة اللازمة من طاولات و ألعاب للأطفال..اذ توقف أشغال هذا المرفق المهم الذي طالما طالبت به خصوصا الأمهات العاملات يثير عديد التساؤلات ، لا مكان لدفن الموتى ضيق المقبرة القديمة و الوحيدة على مستوى بلدية يسر جعل السكان يطالبون بتوسيعها لدفن موتاهم اللاحقين و الذين أصبحوا لا يجدون لهم قطعة أرض تسترهم،الأمر الذي دفع ببعضهم اللجوء الى المقابر الأخرى و التي تبعد عن مقر سكناهم بعدة كيلومترات و أخرون يضطرون الى اعادة الدفن فوق قبور أخرى حسب شهادات سكان المنطقة المتذمرين من هذا الوضع ،مشيرين الى أنهم كتبوا عدة مراسلات الى الجهات المعنية لمنحهم ما لا يزيد عن 05 هكتارات لحل الاشكال الذي لا يزال يؤرقهم بشدة.. قطاع الصحة لا يستجيب لمتطلبات المرضى رغم الكثافة السكانية التي تتزايد بالمنطقة من سنة لأخرى الا أن قطاع الصحة ما زال جد متأخرا و لا يستجيب لمتطلبات المرضى الذين يجبرون للتنقل الى البلديات المجاورة كمستشفى برج منايل أو الثنية في ظل غياب مستشفى بالبلدية الذي من شأنه الحد من تنقلات العائلات الى المناطق المجاورة لتلقي العلاج خاصة المرضى في حالات الاستعجالات..،كما لا يتوفر المركز الصحي الوحيد المتواجد بوسط مدينة يسر على كل الأجهزة الطبية و المعدات و كذا الأطباء ،الى جانب ذلك فهو يعرف ضغطا كبيرا في ظل غياب قاعات للعلاج في عدة أحياء أخرى نذكر منها حي بوشاقور ووانوغة و جعونة.. 11 مليار سنتيم لم تكن كافية لانجاز ملعب بالبلدية و بخصوص قطاع الرياضة في بلدية يسر أوضح المسؤول الأول عنها أنه تم تقديم طلب للحصول على مبلغ 25 مليار سنتيم لانجاز ملعب 25 ألف متفرج ،في حين لم يتحصلوا سوى على 11 مليار سنتيم،و أشار ذات المسؤول إلى أن المساحة المخصصة للمشروع يقطنها حاليا 17 عائلة بطريقة فوضوية تعمل البلدية على تحويلهم الى حي 144 مسكن بيسر في أقرب الآجال الممكنة.. أما بالنسبة لدار الشباب أضاف المتحدث ذاته أن الأشغال بها بدأت بعد ترحيل ثلاث عائلات كانت تشغل المكان لظروف معينة إلى مساكن جديدة ببلدية سي مصطفى،في حين خصص مقدار 200 مليون دج لانجاز قاعة متعددة الرياضات بحي " جعونة " و قاعة أخرى لتقوية العضلات في وسط المدينة خصص لها 200 مليون سنتيم ستنطلق بها الأشغال قريبا.. حياة