اذا كانت شواطئ عاصمة الكورنيش جيجل قد شهدت خلال الصائفة الجارية اقبالا غير مسبوق بدليل عدد المصطافين الذين أمّوا هذه الشواطئ والذين تجاوز عددهم الى حدود بداية شهر أوت أوت الجاري عتبة الأربعة ملايين مصطاف فان حديقة التسلية الواقعة بالمخرج الشرقي لمدينة العوانة تحوّلت هي الأخرى الى وجهة ثانية لزوار الولاية (18) الذين حوّلوها الى فضاء لإلتقاط الأنفاس والتخلص من الزحام الكبير الذي تعرفه أغلب مدن الولاية . ولعل المار على الطريق الوطني رقم (43) الذي يربط بين ولايتي جيجل وبجاية و التي تقع بمحاذاته الحديقة المذكورة لابد أن يلفت انتباهه منظر السيارات المكدسة بحظيرة الحديقة والتي تعكس بجلاء حجم الإقبال الذي تشهده هذه الأخيرة منذ بداية موسم الإصطياف وهو الإقبال الذي فاق كل التوقعات الى درجة أن الحديقة بلغت حد الإختناق بل ووجدت نفسها في الكثير من الأحيان عاجزة عن احتواء الأعداد الهائلة من الزوار والوافدين رغم شساعة مساحتها ، وقد ساعدت التحسينات التي عرفتها حديقة العوانة التي لم يمض على فتحها وقت طويل وارتفاع مستوى الخدمات بها بفضل المجهودات التي ماانفكت تقوم بها الجهات التي تسهر على تسيير هذا الفضاء الطبيعي ناهيك عن تدعيم الحديقة بأصناف متعددة من الحيوانات التي لم يكن يراها الكثيرون الا في الأشرطة التلفزيونية في الرفع من درجة الإقبال على هذه الحديقة التي بات يفضلها البعض على شاطئ البحر سيما الأطفال الذين وجدوا فيها اجابات شافية عن الكثير من الأسئلة التي لطالما طرحوها على أنفسهم بخصوص حقيقة بعض الحيوانات الأليفة والمتوحشة وطريقة عيشها وبالمرة الإحتكاك بها بشكل مباشر بعدما قرأوا عنها الكثير في الكتب المدرسية . وعلى الرغم من المزايا العديدة التي قدمتها لسكان الولاية (18) وزوارها الا أن حديقة التسلية بالعوانة لازالت وللأسف الشديد تعاني من بعض المظاهر التي انعكست بشكل مباشر على راحة العائلات ومن ذلك التصرفات السيئة والذميمة لبعض الأزواج الغير شرعيين الذين اتخذوا من هذا الفضاء الطبيعي ساحة لممارسة طقوسهم الشاذة ضاربين عرض الحائط بكل الأعراف والتقاليد ومن ورائها تعليمات القائمين على الحديقة المذكورة والذين عجزوا رغم المجهودات الحثيثة التي قاموا بها عن اجتثاث هذه الظاهرة التي باتت بمثابة نقطة سوداء في سجل هذه الحديقة بل وعاملا منفرا للعائلات المحافظة التي باتت تتحاشى هذا المكان خشية أن تقع أنظار أفرادها على مناظر مخجلة علما وأن حديقة العوانة كانت قد شهدت عدة اعتداءات في السابق من قبل بعض الأشرار الذين يتموقعون بالغابات المتواجدة على أطراف الحديقة قصد ترصد ضحاياهم وبالخصوص الأزواج منهم وهو ماحمل ادارة هذا الفضاء على توجيه تعليمات للزوار بالبقاء داخل المساحات المحروسة تفاديا لأي طارئ . م/مسعود