استمعت هيئة محكمة عنابة اليوم لأقوال رجل يبلغ من العمر 53 سنة تمّ توقيفه مؤخّرا من طرف مصالح الأمن الحضري السابع نتيجة ورود شكوى ضدّه مفادها احتياله على زوجته وأفراد عائلتها مع سلبهم مبلغا ماليّا معتبرا مقابل منحهم التأشيرة الفرنسيّة واعترف هذا الأخير أثناء مثوله أمام وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق لدى محكمة عنابة بالوقائع المنسوبة إليه، قبل أن يتمّ تقديمه أمام العدالة ممّا يندرج ضمن خانة إجراءات المثول الفوري للمتّهم الذي تمّ تقديمه على هيئة المحكمة وصدر في حقّه أمر يقضي بإيداعه السّجن المؤقّت إلى غاية برمجة جلسة محاكمته عن التهمة المنسوبة إليه المتمثّلة في ارتكابه جنحة النّصب والإحتيال، وفي سياق متّصل فقد تمّ توقيف هذا المتّهم المسمى "ص.م.ت" نهاية الأسبوع المنصرم وبالتحديد على مستوى حي "ميناديا" أين لفت انتباه دوريّة روتينية لعناصر الشرطة القضائيّة التابعة لأمن "السانكلو" مناوشات كلامية نشبت بين مجموعة من الأشخاص كانوا يصرخون بأعلى أصواتهم ممّا استدعى تدخّل مصالح الأمن مع تحويل جميع الأطراف لمقرّ الأمن بغرض تهدئة الأوضاع مع الاستفسار عن الأسباب المؤديّة للمشاجرة التي اتّضح فيما بعد أنّ جميع أطرافها من عائلة واحدة، وبدأت خيوط القضيّة تبرز حين كشف أحدهم أثناء الإستماع إلى أقواله من طرف مصالح الضبطيّة القضائيّة ومن طرف العدالة أنّ وقائع الحادثة بدأت حين قام بعرض شقّة يمتلكها للكراء وذلك عبر وسيلة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، قبل أن يتّصل به المسمى "ص.م.ت" الذي اتّفق معه حول مبلغ الكراء لمدّة 12 شهرا مع الدّفع مسبقا لجميع مستحقّات الإيجار المطلوبة، وأردف صاحب المنزل أنّ هذا المستأجر تقدّم منه بعد أيّام قليلة وتوجّه رفقته من أجل معاينة المسكن الكائن بحي "ميناديا" ومن ثمّة لدى الموثّق بغرض إتمام العمليّة بطريقة قانونيّة، مضيفا أنّه وبعد إتمام العمليّة ومنحه مفاتيح المسكن أخبره هذا الشخص الذي تعرّف عليه عبر "الفايسبوك" أنّه يعمل موظّفا بالقنصليّة الفرنسيّة المتواجد مقرّها على مستوى وسط مدينة عنابة وطلب منه الإتّصال به هاتفيّا في حال رغبته في الحصول على التأشيرة الفرنسيّة مقابل منحه مبلغا ماليّا مقابل ذلك، وهو الأمر الذي أسال لعاب صاحب الشقّة الذي قام بدعوته لمسكنه العائلي من أجل حضور مأدبة عشاء وهناك تعرّف المتّهم "ص.م.ت" على شقيقته وطلب يدها للزّواج حيث قبلت العرض ووافق جميع أفراد العائلة على الخطوة التي انتهت بزواجهما على الطريقة الشرعيّة، فيما وعد هذا الأخير المسمى "ص.م.ت" زوجته ووالديها بالإضافة إلى شقيقها وأحد الأقارب بالتوسّط لهم بغرض تمكينهم جميعا من الحصول على "الفيزا" مقابل منحه وثائقهم وملفّاتهم الإداريّة بالإضافة إلى إعطائه مبالغ مقدّرة بعشرات الملايين بغرض دفع الرّسوم، تجدر الإشارة أنّ أفراد العائلة منحوا لهذا الأخير مبالغ ماليّة معتبرة قبل أن يتفاجؤوا بتعرّضهم للنّصب والإحتيال من طرفه كما اتّضح أنّ هذا الأخير انتحل الصّفة المذكورة سالفا بغرض سلبهم النّقود لا أكثر، تجدر الإشارة أنّ هيئة محكمة عنابة استمعت لجميع الأطراف ومن بينهم أقوال المتّهم الذي اعترف خلال الإدلاء بتصريحاته بالوقائع المنسوبة إليه ليتمّ إصدار قرار يقضي بإيداعه الحبس المؤقّت.