تعيش بلدية الجمعة بني حبيبي التي تقع على بعد حوالي (40) كلم الى الشرق من عاصمة ولاية جيجل هذه الأيام على صفيح ساخن وذلك بسبب الصراع المتواصل بين مديرية التربية وأولياء التلاميذ الذين ينحدرون من هذه البلدية والذين لم يهضموا قرار المديرية المذكورة بتأجيل فتح المتوسطة الجديدة الواقعة بمحاذاة المركز الثقافي رغم انتهاء الأشغال بها . ويظهر أن الصراع بين مديرية التربية وأولياء التلاميذ مقبل على فصول درامية أخرى خلال الساعات القادمة سيما بعد تهديد هؤلاء الأولياء بمقاطعة أبنائهم للدخول المدرسي الجديد الذي سينطلق اليوم الإثنين وذلك كرد صارم على تعنت المديرية الوصية التي لازالت ترفض الاستجابة لمطلب المعنيين القاضي بفتح المتوسطة الجديدة بحجة افتقاد هذه الأخيرة للجدار الخارجي وهي الحجة التي لم تقنع لا الأولياء ولا التلاميذ الذين يرون فيها مجرد حيلة من مديرية التربية للتهرب من المسؤولية خاصة وأن المتوسطة المذكورة جاهزة بنسبة مائة بالمائة لاستقبال التلاميذ بعد أن انتهت الأشغال بكل مرافقها الأساسية . وفيما تبقى مديرية التربية مصرة على قرار تأجيل فتح المتوسطة الجديدة لبلدية الجمعة الى حين الانتهاء من بناء الجدار الخارجي فقد شرع العشرات من أولياء التلاميذ الذين كان من المفروض أن يلتحقوا بهذه المتوسطة خلال الموسم الدراسي الجديد في حملة احتجاجات واسعة بغرض إبلاغ صوتهم للجهات الوصية وفي مقدمتها المسؤول الأول بالولاية من خلال تنقلهم اليومي الى مقر مديرية التربية ناهيك عن رفعهم لعديد الشكاوى للسلطات المحلية والولائية وهي الشكاوى التي شرح من خلالها هؤلاء الأولياء أسباب اصرارهم على فتح المتوسطة المذكورة في أسرع وقت ومن ذلك المعاناة التي يتكبدها أبناؤهم لمتابعة دراستهم بمتوسطتي بلغيموز والعنصر سيما منهم البنات اللواتي يتنقلن يوميا على مسافة تقارب العشرة كيلومترات ذهابا وايابا من أجل الالتحاق بمتوسطة العنصر بكل ماينجر عن ذلك من مصاريف إضافية أثقلت جيوب أبائهن هذا دون الحديث عن المخاطر التي يكابدها هؤلاء التلاميذ وهم في طريقهم الى متوسطتي العنصر وبلغيموز على اعتبار أنهم يجدون أنفسهم مضطرين لقطع الطريق الوطني رقم 43 (الذي تحوّل مؤخرا الى طريق سريع) أربع مرات في اليوم وذلك في غياب ممر علوي للراجلين وهو مايجعل هؤلاء التلاميذ عرضة لحوادث قاتلة علما وأن المتوسطة القديمة لبلدية الجمعة أضحت عاجزة عن احتواء المزيد من التلاميذ وهو ما يعكس القرار الذي اتخذه مسؤولو هذه المتوسطة منذ أكثر من ثلاثة مواسم والقاضي بتوجيه بعض الأفواج الى ابتدائية طالب وذلك بغرض تخفيف الضغط على متوسطتهم في انتظار فتح المتوسطة الجديدة التي تتسع لقرابة ألف تلميذ . م/