بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي بدأت التحاليل تتحدث عن إمكانية انتقال ثورة الياسمين إلى عدة دول عربية منها مصر والجزائر والأردن لكن لا أحد أخذ هذه التخمينات والتنبؤات محمل الجد خصوصا عامة الناس لاعتقادهم الراسخ بأن الشعب المصري قد تم تحنيطه على طريقة الفراعنة من طرف آل مبارك لذلك من المستحيل أن يتحرك هذا الشعب لضعف المعارضة من جهة و الاختلاف الشاسع بين ذهنية المواطن المصري وغيره من المواطنين العرب . وقبل جمعة الغضب كان شبه مؤكد رغم التسخين المنقطع النظير الذي قامت به قناة الجزيرة بأن الأمور تسير نحو اللأحدث بخروج بضعة المئات من حركة كفاية وبعض أنصار البرادعي وثلة من الإخوان لكن وقعت الواقعة وليست لها كاذبة. فبالرغم من قطع الانترنت وحجب الفيسبوك واستحالة إرسال الرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة إلا أن قاهرة المعز زلزلت زلزالها بخروج الآلاف في ميدان التحرير ولتتسع المظاهرات من أقصى مرسى مطروح على الحدود الليبية إلى شرم الشيخ وصحراء سيناء مرورا بالإسماعيلية والإسكندرية والسويس وكل المحافظات المصرية وسط ذهول العالم الذي لم يصدق أن الشعب المحنط قد استفاق بعد قرون من الاستعباد و30سنة من القهر من طرف آل مبارك لكن السؤال المطروح لماذا استطاع الشعب المصري هذه المرة الانتصار على الخوف والتغلب على خرافة أن النظام المصري لا يهزم وفيه مبارك والطنطاوي و حبيب العدلي واحمد عز وطبعا جمال وعلاء مبارك ومدعما من طرف أمريكا وإسرائيل الجواب ببساطة هو أن حكام مصر وقبلهم حكام تونس استصغروا الشعوب وقزموها وضحكوا على تهديداتها ولم يقرأوا جيدا رسائل الهدوء التي تسبق العواصف فكانت هذه النهاية أقول هذا الكلام وفي رأسي مرسومة ضحكوا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي سئل بعد أحداث تونس عن إمكانية انتقال العدوى للأنظمة العربية الأخرى فرد متهكما بان مصر ليست تونس ونفس الجواب كان قبل يومين من قبل رئيس مجلس النواب المصري فتحي سرور الذي ضحك حتى ظهرت ضرس العقل عندما حذره أحد الصحفيين من مغبة الاستهتار بالشارع فرد بلغة القيادي في الحزب الوطني الواثق في نفسه إلى حد التهور بأن مصر بلد الحضارة ولن يكون شعبها متهورا مثلما حدث في تونس والأمثلة كثيرة بخصوص الاستهتار والاستهانة بالشعب المصري قبل خراب مالطا لذلك أقول جازما بأن الحقرة والبطالة وديكتاتورية آل مبارك هي التي فجرت براكين الغضب لكن أنا متيقن بأن التهكم والسخرية من المواطن هما اللذان فجرا الأوضاع، لذلك فعلى المسؤولين في الجزائر أخذ العبرة قبل فوات الأوان لأن غضب الشعب الحليم إذا وقع فلن يتوقف. يوغرطة