لا يزال أعضاء الحكومة الفرنسية يتحدثون حول الخطر الكبير الذي تمثله الهجرة وآخر ما صدر في هذا السياق قادم من قبل وزير الداخلية الجديد كلودجيون الذي صرح: «يحس الفرنسيون في بعض الأحيان أنهم ليسوا في بلدهم». إلى متى سيواصل التجمع من أجل الأغلبية الرئيسية محاولة جلب أصوات الحزب الوطني؟ متى سيفهم أن شعبية ساركوزي لن تزداد وان العامل المصيري لإنتخاب الفرنسيين ليس الهجرة بل الوضع الاجتماعي الحالي. إن تصريحات وزراء الداخلية اليمنيين حول العرب تتشابه فبعد بريس هو رتفو الذي قال: « كما يوجد واحد لا بأس، يصبح مشكل عندما يكثرون»، قام وزير الداخلية الجديد كلود جيون بتصريح مماثل: «نظرا لكثرة الهجرة غير المحروسة وسيادة عرف غير فرنسي، وغير متماشية مع قوانين حياتنا الإجتماعية أصبح يحس الفرنسيون في بعض الأحيان أنهم ليسوا في بلدهم» والشيء الذي يمكن استنتاجه من هذا التصريح هو أن وزير الداخلية لا يتحدث على الهجرة غير المشروعة بل على كل أنواع الهجرة وأيضا عن المهاجرين القاطنين بفرنسا بطريقة شرعية، فهو يتكلم بطريقة غير مباشرة عن العرب كونهم جالية أجنبية ليست لها نفس قوانين الحياة الاجتماعية للفرنسيين، فيزداد تهميش العرب والحث على العنصرية يوميا بسبب هذه الأقوال التي ليست تصريحات معزولة بل مجموعة من التصريحات التي تم إعدادها من قبل مستشارين سياسيين الذين يقومون قوة تأثيرها يوميا. إلا إن كا إن هذه التصريحات تزرع الخوف في قلوب الفرنسيين، فهي غير قادرة على تقوية شعبية ساركوزي المتدهورة، فكلما حاول ساركوزي جلب أصوات الجبهة الوطنية كلما فقد نقاطا في استطلاعات الرأي، ترى المعارضة أن تصريحات جيون مرعبة وأن هذا الأخير أصبح مطاردا لأصوات الجبهة الوطنية «حيث صرح هارلم ديزير أن الفرنسيين لا يحسون أنهم في بلدهم عندما تصبح البلاد غير مسيرة من قبل جمهوريين «. ورد الفعل الأقل قوة والأكثر عروبة هو رد فرانسوا هولاند الذي يرى أنه «من المستحسن أن لا يستعمل الوزير خطابات الجبهة الوطنية.