كشفت الخرجة الأخيرة لعدد من خبراء الآثار التابعين للمركز الوطني للبحث في الآثار وجامعة ترنتو الإيطالية بالمعلم التاريخي الذي تم اكتشافه مؤخرا بمنطقة «كاف المعز» الواقع بإقليم بلدية الشافية بالطارف نهار أول أمس الثلاثاء عن مجزرة حقيقية في حق ذاكرة الأمة وأخرى ضد الطبيعة بسبب محجرة واقعة بالمنطقة فتحت للاستغلال منذ سنوات. أسالت قضية المعلم الأثري بكاف المعز المسمى «بالمعيز» من طرف سكان المنطقة الكثير من الحبر بسبب وجود محجرة بالمنطقة وهي عبارة عن استثمار خاص استفاد منها هذا الأخير برخصة استغلال من طرف الوكالة الوطنية للمناجم منذ السنوات الماضية وهو الاستغلال الذي كثر فيه الكلام والمد والجزر بين الإدارة بالطارف إلا أن كفة المستثمر رجحت في الأخير إلى أن وصلت الأشغال بالمحجرة إلى هذا المعلم التاريخي في حينها تحركت سلطات بلدية الشافية التي وجهت نداء استغاثة من أجل حماية هذا المعلم الذي يعتبر ذاكرة الأمة يرجع تاريخه إلى الفترة الأخيرة للعهد الحجري الحديث أي لقرابة من خمسة آلاف على ستة آلاف سنة حيث يحتوي المعلم على صور للحيوانات مثل الأيل البربري وابن آوى وصور لأشخاص وعربة ورموز يقال أنها كتابة وغيرها حسب الجهات المعنية وكانت آخر ساعة قد تطرقت في أعدادها الماضية لهذه القضية التي أخذت منعرجا خطيرا بعدما قاربت الأشغال بالمحجرة إلى مسافة 10 أمتار عنه مما دقت الجهات المعنية ناقوس الخطر الأمر الذي دفع بوالي الولاية إلى توقيف الأشغال بهذه المحجرة ومن أجل التأكد من صحة هذا المعلم الأثري برمجت مديرية الثقافة زيارة للفريق المذكور من جراء الآثار أول أمس كآخر محطة من عمر الندوة الخاصة بالخريطة التاريخية الأثرية بشرق البلاد أين اتخذت الطارف نموذجا بهذه الندوة حيث أثارت الأشغال بالمحجرة بالقرب من الموقع الأثري حفيظة خبراء الآثار الذي وقفوا على حجم هذه الكارثة حيث أكد هؤلاء صحة هذا المعلم الأثري فيما انتقدوا أشغال المحجرة التي لم تحترم مسافة 200 متر عن المعلم حسب تقديرات الجهات المعنية كما تعهد خبراء الآثار بالمركز الوطني المذكور برفع تقرير مستعجل حول الأمر لدى وزارة الثقافة من أجل وضع حد لهذه الخروقات، ومن جهة أخرى أكدت بعض الجهات الرسمية أن منطقة الشافية مليئة بالآثار والمعالم التاريخية التي لم يتم الكشف عنها بعد أين سوف تحدد في زيارة ثانية لفريق الخبراء المنتظرة يوم 12 جوان المقبل للمنطقة أشغال هذه المحجرة التي أتت على الأخضر واليابس بالمنطقة محت نهائيا من الوجود كاف آخر يسمى «بكاف الناقة « وبه مصالح أثرية كذلك حسب رواية أهل المنطقة وتوارثها الأجيال عبر الزمن ومن جهة أخرى فإن كاف الناقة هو المنبع الأصلي للمياه الحموية لحمام طبيعي يسمى سيدي جاب الله بالقرب من الكاف المسمى مما يهدد بجفاف هذا المنبع الحموي الذي بقى صامدا عبر التاريخ إلى أن جاءت هذه المحجرة وأزالت نهائيا كاف الناقة ليصبح هذا الحمام الطبيعي مهددا بالاندثار هذا في ظل صمت وغياب متابعة الجهات المعنية وحماة الطبيعة من الحركة الجمعوية لتبقى هذه القضية مفتوحة على اكتشافات أخرى بالمنطقة عبثت بها أيادي غير مسؤولة. ن. معطى الله