وان كان احتمال تغيير الأوروبيين وجهتهم من تونس أو مصر إلى الجزائر يبقى ضعيفاً، إلا أن الجزائريين المغتربين، خصوصاً في فرنسا والذين اعتادوا قضاء عطلة الصيف في تونس، قرروا العودة إلى الجزائر، وارتفعت حجوزاتهم بنسبة 14 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بحسب تصريحات مدراء بعض الوكالات السياحية في الجزائر والذين يتوقعون بان قطاع السياحة في تونس ربما سيواجه السنة المقبلة أيضاً أزمة، لكنها لن تدوم إذ أنهم مستعدون للانطلاق من جديد بفضل هياكل الاستقبال والخبرة. وكذا الحملة الكبيرة التي أطلقت مؤخرا لتشجيع السياح الجزائريين على المجيء إلى تونس، إثر تراجع وتيرة توافدهم بنسبة 35 في المائة خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية. ويشير خبراء في القطاع إلى أن الجزائر رغم مواجهتها صعوبات في استقطاب السيّاح المحليين، الذين يهجرون السواحل الجزائرية باتجاه الشواطئ التونسية بسبب توافر أماكن الإقامة وانخفاض الأسعار وجودة الخدمات غير أن سنة 2011 تنبئ باستقطابها لأكبر عدد ممكن من السياح المحليين والأجانب على خلفية ثورتي مصر وتونس واحتجاجات المغرب. وأظهرت إحصاءات حديثة أن أكبر المستفيدين من الاضطرابات التي واكبت ثورتي تونس ومصر هي اسبانيا، وخصوصاً أرخبيل الكناري قبالة المغرب، إذ زارها خلال شهر جانفي الماضي، 2.66 مليون سائح، أي بزيادة 4.7 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010. في الصدد ذاته يمكن الإشارة إلى أن وزير السياحة الجزائري إسماعيل ميمون قد نفى في وقت سابق أن تكون الحكومة الجزائرية «فكرت في استغلال الأوضاع الناتجة من الاضطرابات التي عاشتها وتعيشها كل من تونس ومصر، لدعم السياحة في الجزائر». وتشكل السياحة أحد أهم أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ يتوافد أكثر من سبعة ملايين سائح سنوياً، بينهم مليون جزائري. وتراجعت العائدات السياحية خلال الأشهر الثلاثة الأولى العام الحالي بأكثر من 40 في المائة . «عمارة فاطمة الزهراء”