لجأ المطرب وعازف ال#يتار النيجيري المعاصر «كيزيا جونز»، حين غادر بلاده متوجها نحو الضفة الأخرى من البحر المتوسط، إلى كسب قوته بالغناء في محطات ميترو باريس بفرنسا قبل أن يكتشفه مدير أعمال ليدخل عالم النجومية عام 1991، وفي سؤال آخر لآخر ساعة عن الطبعات الموسيقية التي أثرت على الفنان كيزيا جونز، فقد ذكر أنه مر على بثلاث مراحل في مشواره الموسيقي، الذي انطلق حيث مسقط رأسه بنيجيريا، والموسيقى الافريقية النابعة من مدينة «لاقوس»، قبل أن يسافر إلى فرنسا أين انبهر بعالم ال»البوب» الانجليزي على غرار طبعات المغني «دافيد بويي»، وبعد مرور فترة عاد المغني العالمي لأصول الأغنية والطبعات الإفريقية «البلوز» و»الساول»، وكان يستمع كما قال كثيرا ل»جيمي اندريكس» الذي اثر كثيرا على اسلوب غنائه وأرشده إلى الطريق التي يسلكها حاليا. اختتام مهرجان «ديما جاز» نذير لغريب أبكى وأضحك الجمهور أسدل أمس الأول الستار على الدورة التاسعة من مهرجان ديما جاز بقسنطينة، الذي افتتحته فرقة شيخ تيديان سيك من المالي الجمعة الماضي، بنغمات غيتارة الفنان العالمي النيجيري الأصل كيزيا جونز، الذي أشعل نيران «الفانكي غروف» بقصر الثقافة مالك حداد، بعد أن أمتع المغني العنابي الواعد «نذير لغريب'' الجمهور بكلماته النابعة من أعماق المجتمع الجزائري. وكان الحفل الذي أحياه الإفريقي البريطاني كيزيا جونز، ليلة الخميس في اختتام المهرجان الدولي ديما جاز تاريخيا ومذهلا برأي الجمهور الحاضر الذي وقع بالكامل تحت سحر هذا الفنان العالمي الشهير. ومنح حفل الأسطورة الحية لموسيقى « الفانك» والذي يقدم أعماله للمرة الأولى في الجزائر، عرضا قويا كما هي عادة عروض الفرق المشاركة في مهرجان قسنطينة الذي ارتقى لمستوى العالمية واكتسى طابعا دوليا واسعا خلال تسع سنوات من عمره. وتميز العرض بنوعية عالية كما شهد تميزا لعازف الجيتارة بطريقة استثنائية يستعمل فيها كيزيا تقنية «السلاب» وكأنها آلة «باص»، علما أن الفنان ابتكر طبعا جديدا في الموسيقى يدعى ال»البلو فانك». وكانت بداية السهرة الختامية، نقطة انطلاق لشهرة الفنان العنابي «نذير لغريب» الذي أبكى وأضحك، وهز مشاعر الجمهور الحاضر، وكما قال فنان البلوز الجزائري الكبير «عمار ساندي» ل»آخر ساعة» « لقد أبهرني بكلماته العميقة»، حيث يغني نذير من قلبه بصوت حزين، يعكس صدق وحنان روحه، وقد بدأ لغريب بأغنية «الله يرحم» تخليدا لروح الفقيدين «عزيز جمام» المحافظ الأول للمهرجان الدولي ديما جاز، قبل أن يغمر في أغانيه الشعبية التي يعزفها على طبع «الغرونج». ويعتبر المنظمون أن «ديما جاز» قصة شغف أبدي تربط قسنطينة بالجاز، يوردون بفخر أسماء كبيرة توالت على إحياء الحفلات سنة بعد سنة، مثل أكامون، نويان لي، بوني فيلدز، ألان كارون، ستيف كولمان، «أو أن بي« وغيرهم، وشيئاً فشيئاً انفتح المهرجان على مشتقات الجاز من صنوف موسيقى البوب، والجاز المعاصر. وها هم فنانون من أنحاء العالم ينزلون عليه ضيوفاً بآلاتهم وألوانهم المختلفة، من الجاز الشرقي والبلوز، إلى الفلامينكو جاز والروك جاز، وبأصوات أندريه سيلست الإيطالية ورقصات كوارتيسانس، ولغة عمار ساندي الفريدة بروح البلوز الأميركي وموسيقى الصحراء الجزائرية ولغة القلب التي ميزت «نذير لغريب طالب فيصل