لم يعد لرمضان تلك القدسية التي تهز المشاعر وتجعل القلوب تقشعر وتستكين وتتوقف عن كل ألأفعال والأقوال الإجرامية ولوحتى لصبيحة يوم العيد فقط . ففي إطارعمليات التحسين الحضري التي تشرف عليها البلدية من خلال إنجاز العديد من المشاريع التي تدخل في إطار تحسين الظروف المعيشية وإعطاء الوجه الحسن والحضاري والجمالي للمدن . حيث لم يمض حتى أسبوع عن إقبال مصالح بلدية عاصمة الولاية الوادي عن تدشين بعض النافورات التي كانت قد أنجزتها خلال الفترة الأخيرة بهدف تحسين المظهر العام لبعض شوارع المدينة خلال شهر الصيام حتى أقبل مجهولون على سرقة مضخة احدى النافورات بعد يومين فقط من تشغيلها. وكان تشغيل النافورة مع بداية شهر الصيام قد انعش الكثيرين من أهل المدينة الذين طالما اشتكوا انعدام النافورات بالمنطقة التي من شأنها أن تلطف الجو خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ،علما أن المدينة تحتوي على عدد من النافورات لكنها عانت ومنذ سنوات طويلة الإهمال لتصبح مجرد هياكل مخربة بسبب إعتداءات المنحرفين و لم تعرف يوما ولو قطرة واحدة من المياه.وفي حال تشغيل النافورات الجديدة وجريان المياه فيها راح عشرات الشباب وحتى الكهول إلى الغوص والسباحة فيها وبالرغم من أن هذه التصرفات المشينة كانت نوعا من أنواع التشويه للمنظر العام للمدينة ،حيث خلّفت هذه المظاهر سخط واستياء الكثيرين، إلا أن فرحة هؤلاء لم تكتمل حيث استيقظ سكان المدينة على سكوت خرير المياه ومنظرها وهي تعلوا وتنزل بشكل جميل يبعث في النفس الراحة ،التي كان يصدرها من النافورة الجديدة الواقعة بوسط المدينة ،ليذهب الجميع بظنونهم أن سبب توقف جريان المياه فيها هؤلاء الشباب والكهول الذين أفسدوا منظر النافورة أثناء تشغيلها لتعمل المصالح المعنية على توقيفها لعدم ترك فرصة للمتطفلين للغوص واللعب فيها ليكتشف بعد فترة أن السبب الحقيقي هو اختفاء المضخة التي تعمل على ضخ المياه بداخلها والتي تعرضت للسرقة من طرف مجهولين وهو التصرف الذي خلّف موجة من الغضب والسخط لدى السكان الذين ما فتئوا يفرحون ويستمتعون بمنظر النافورة الجديدة في الوقت الذي يبدي هؤلاء قلقا حيال النافورات الجديدة الأخرى وما قد يطولهم من تخريب وسرقة بدورهم. مأمون.م