دخلت الدراما العربية وفي مقدمتها السورية والمصرية إلى مرحلة عزوف المشاهدين على تلقيها، وصفت بالاستثنائية والمؤسفة حيث بلغت نسبة المشاهدة حسب أخصائيين قاموا بدراسة لقياس درجة إقبال المواطنين على الإنتاج الفني في ظل الأحداث السياسية والأمنية الراهنة، أرجعت أسبابها الأساسية إلي تتبع آخر الأخبار والإقبال الكبير على النشرات التحليلية للأوضاع الأخيرة. هذا وذكرت الدراسة أن أزيد من %70 من مواطني الشرق الأوسط اهتموا بما يحدث في أوطانهم أو الدول المجاورة على غرار مصر سوريا اليمن وغيرها وأهملوا اعتناءهم بالدراما السورية التي سطع نجمها مطلع العشرية الأخيرة فتراجعت المبيعات والإنتاج وبالتالي نسبة المشاهدة. وهو ما جعل عدد معتبر من المنتجين يتجهون إلى قبول عروض من طرف القنوات الفضائية على رأسها الخليجية ضمن شروط تنزيلية لأسعار الأفلام والمسلسلات إلى جانب بثها في أوقات تعتبر متأخرة مقارنة بتوقيت عرضها في السنوات الفارطة على غرار مسلسل باب الحارة الذي كان يبث مباشرة بعد الإفطار، خلال السنوات الخمس. وتكبد بذلك المنتجون خسائر مالية كبيرة أنزلت الدراما السورية من الدرجة الأولى إلى الثالثة بعد احتلال الدراما التركية الدرجة الأولى من حيث المشاهدة في العالم العربي فيما احتلت الدراما الخليجية الثانية لترتكن الدراما السورية إلى الثالثة ومصر الرابعة. فلم يتقاضى المنتجون سوى %50 مقابل العمل الدرامي الواحد الموصوف بالضخم والذي يعمل به أزيد من 200 ممثلا. ويرى الدارسون أن هذه الصعوبات لها علاقة بالسيولة الموجودة في المحطات التي تقرر جزء منها من الأحداث السورية بسبب عدم توفر المال الكافي إما بسبب السيولة ذاتها أو بسبب الحصول عن الإعلان. ودخلت كذلك القيمة الفنية للأعمال المعروضة حيز النقد أين اشترط الشارون ضرورة الابتعاد عن السخافة والفكاهة المملة تفاديا لي طارئ يمخض الممثلين في القائمة السوداء وضرورة تفادي التصريحات السياسية الخطيرة. وأمام هذه الأسعار السيئة قرر البعض عدم البيع والانتظار لحين انتهاء الأزمة وربما للعام القادم لضمان تعويض رأس المال على أقل تقدير. يذكر أن الاتفاقيات كانت تنص على إنتاج 30 عملا سوريا، لكن ما أنتج منها هو فقط 22 بسبب الأحداث الجارية وغياب التمويل الكافي. سلوى لميس مسعي