ويتوجه مئات المواطنين منذ أزيد من أسبوع لمراكز البريد بمختلف المناطق ومنذ الساعات الأولى من الصباح للوقوف في طوابير طويلة تمتد على مد البصر حتى قبل أن تفتح المراكز أبوابها وذلك محاولة منهم للظفر ولو بالقليل من الأوراق النقدية التي هم في أمس الحاجة إليها لشراء المستلزمات الضرورية التي لا غنى عنها وفي الوقت الذي تحتوي فيه بعض المراكز على كميات محدودة من السيولة والتي سرعان ما تنفد دون أن تكفي العشرات الواقفين في الطوابير لساعات تقبع مراكز أخرى ولأيام متتالية خالية وبشكل تام من السيولة.وهو ما أثار سخط واستياء الزبائن الذين يدخلون من حين إلى آخر في جدالات ومناوشات كلامية بين بعضهم البعض أو بينهم وبين موظفي البريد قبل أن يرجعوا خطاهم دون الحصول على أموالهم ليضطر بذلك عدد كبير منهم إلى التنقل بين المراكز بمختلف البلديات في رحلة البحث عن مركز تتوفر فيه السيولة وهو ما أضحى شبه مستحيل. وتساءل زبائن المراكز البريدية عن سبب تكرار هذه الأزمة واستمرارها لعدة أسابيع كل سنة جديدة وعدم إقبال المصالح المعنية على إيجاد حل أو آلية تضمن حسبهم توفر السيولة في مثل هذه المناسبات التي يكثر فيها استعانة الزبائن بمستحقاتهم المالية مبدين بذلك قلقهم الشديد من أن تطول هذه الأزمة شهورا مثل سابقتها ليطلبوا من الجهات المسؤولة توفير السيولة حتى ولو سويعات لتمكينهم من توفير احتياجاتهم واحتياجات أبنائهم وأسرهم لقضاء حوائجهم بشكل طبيعي. وفي رده على هذا الانشغال أوضح المدير الولائي لبريد الجزائر بأن مصالحه تتلقى وككل أسبوع سيولة بنسبة تغطي 84 بالمائة من حاجة زبائن بريد الجزائر بالمنطقة مؤكدا أن هذه الأزمة ستعرف حلا نهائيا بداية هذا الأسبوع القادم. م.م