وكان قد شل العشرات من عمال بالفرن العالي بمركب الحديد والصلب، وحدة معالجة معدن الحديد والفحم الحجري بشكل كلي بعد دخولهم في إضراب عن العمل منذ ليلة الأربعاء الماضي ، للمطالبة بمنحة خاصة تتوافق مع طبيعة عملهم، في الوقت الذي يعيش فيه المركب أصعب أيامه من الناحية الاقتصادية، حيث لم يبلغ الإنتاج المستوى اللازم للخروج من تهديد الإفلاس، وأكثر من ذلك فالمصنع يعمل حاليا تحت الخط الأحمر. وحسب مصدر مسؤول بالمديرية العامة للمركب فإن إضراب عمال الفرن العالي الذي يعتبر رئة المصنع لم يؤثر سلبا على عمل ونشاط الإنتاج، حيث تزامنت الحركة الاحتجاجية مع تسجيل نقص في مخزون مادة الحديد الخام، وهي الوضعية التي قررت بشأنها الإدارة التقليص من الإنتاج بما في ذلك على مستوى الفرن إلى غاية عودة الإمدادات عن طريق نقل الحديد الخام بالسكة الحديدية من مناجم ونزة وبوخضرة بتبسة. وحسب ما جاء في محضر الاجتماع بين النقابة الممثلة بأمينها العام قوادرية حسين، والادارة العامة الممثلة بفانسون لوغويك تحصلت “آخر ساعة” على نسخة منها، فقد تم الاتفاق وتحديد عدة زيادات وإدراج علاوات ومنح جديدة، خاصة منها منحة التعامل مع الحديد السائل التي تخص عمال الفرن، وتم تقسيمها إلى نوعين حسب نوعية العمل وسط الفرن والتي تم تحديدها مابين ألف دج و1500 دج شهريا، الأمر الذي حسب ما أكدته مصادرنا لم يرضي العمال والذين تمسكوا بمواصلة إضرابهم. والجدير بالذكر أن المركب حاليا عاجز عن تلبية المطالب الاجتماعية، حيث يعيش أزمة مالية خانقة، كما أن مثل هذه الإضرابات تزيد من حدة هذه الأزمة باعتبار أن المصنع كله يتوقف تماما بتوقف الفرن، وهذا ما يؤثر أيضا على العمال الذين ينتظرون زيادات في الأجور مرتبطة مع مستوى الإنتاج حسب ما جاء في اتفاق ثنائي سابق بين النقابة والإدارة. وقد أخطر المدير العام للمركب يوم الخميس محكمة الحجار وأودع شكوى تتعلق بعدم شرعية إضراب عمال الفرن العالي، وهو ما وافقت عليه العدالة حيث تحصل على أمر يقضي بضرورة أن يوقف العمال إضرابهم ويستأنفوا العمل. طالب فيصل