رحلت «نجاة لصقع» عن الحياة تاركة علامة استفهام كبيرة حول من سممها بحمض تخدير الفئران داخل محضنة بجامعة سيدي عمار بعنابة .. فبعد أن وجهت أصابع الاتهام لخطيبها ومتابعته بجناية القتل العمدي بالتسميم ، برأت أمس هيئة محكمة جنايات مجلس قضاء عنابة ساحته ... تفاصيل الجريمة الغامضة تعود بالتحديد الى 20 ماي 2009 ، عندما كان الطالب «غ.محمد» متواجد بالقرب من المحضنة بقسم البيولوجيا تقدمت له خطيبته المستقبلية وقالت له بأنها جائعة فاقترح عليها التقدم الى المخبر لآكل بعض الحلويات المتواجدة على مكتبه وبعدها بحوالي 20 دقيقة ، سمعها تصرخ فتقدم الى المخبر للاستفسار اين عثر عليها ملقاة على الارض وسائل الحمض مسكوب على كامل انحاء جسدها فحملها وتوجه بها الى الخارج أين وجد احد الأساتذة متوقف على حافة الطريق داخل الحرم الجامعي فطلب منه ايصاله الى المستشفى لتتلقى الضحية الاسعافات الاولية اذ تم تحويلها فعلا على جناح السرعة الى مستشفى الحجار ومنه الى مستشفى ابن سينا وبعدها تم تحويلها الى مستشفى ابن رشد نظرا لخطورة وضعيتها وبعدها بثلاثة ايام اجريت لها عملية تم خلالها استئصال احشائها وأعضائها الداخلية بعد تعرضها لحروق بليغة نتيجة السائل في محاولة للطاقم الطبي انقاذها غير ان المادة الكاوية كان مفعولها قويا مما تسبب في تعفن باقي الاعضاء ،وخلال الفترة التي كانت الضحية تتلقى فيها العلاج كانت تغيب عن الوعي وتستفيق وبعدها تم احضار طبيبة نفسانية لمعرفة حقيقة ما وقع لها غير ان الضحية كانت تؤكد بعدم تناولها للحمض وكانت في كل مرة تؤكد بأنها ستروي ما حدث لها عندما تشفى غير ان الاقدار شاءت ان تفارق الحياة بعد 15 يوما من الحادثة على اسرة المستشفى دون ان تسرد الوقائع رغم محاولة الطبيبة النفسانية وكذا محاولات اهلها وأصدقائها المتكررة، وفي فترة 15 يوما باشرت الجهات الامنية تحقيقات مدققة بناء على بلاغ من قبل صديقتها ، حيث روج في البداية بأنها انتحرت بشرب المخدر غير ان الادلة بينت بان خطيبها هو من اقدم على قتلها حيث ان الاخير لم يخطر المصالح الامنية كما اخفى القضية على المسؤولين على مستوى الكلية وكان في كل مرة يؤكد بأنها بصحة جيدة ، كما ان ملابس الضحية لم يعثر عليها ، كما ان الاخير هو من احضر السائل بحجة اجرائه تجربة باعتبار تحضيره لشهادة رغم انه غير مسموح به داخل الجامعة نظرا لآثاره الجانبية وغيرها من النقاط وعليه تمت متابعته بجناية القتل العمدي بالتسميم ،يأتي هذا في الوقت الذي لم توجه فيه الضحية اية اتهامات له خلال تواجدها بالمستشفى بل بالعكس كانت تناديه في كل مرة بالبقاء معها ، من جهته تم عرض جثتها على الطبيب الشرعي الاخير اكد بان سبب الوفاة يعود الى تناول مادة كاوية ..اسئلة كثيرة طرحت خلال جلسة يوم امس بعضها ادانت المتهم وأخرى برأته ..فرضية اقدامها على الانتحار استبعدت تماما خلال مجريات التحقيق مع الشهود وكذا مطابقة تصريحاتهم ..النيابة العامة التمست للمتهم المؤبد وهيئة المحكمة برأت ساحته.