حالة من الفوضى أصبحت تعيشها مدينة عنابة، في ظل الانتشار الكبير لظاهرة سيارات الأجرة الموازية “الفرودور”، والتي أصبح يمتهنها حتى أعوان تابعين لهيئات نظامية. والمتجول في مدينة عنابة يلاحظ أن هؤلاء السائقين موجودون في كل مكان، بل ويركنون سياراتهم بجوار سيارات الأجرة، ويزاحمونهم في حمل الزبائن، ابتداء من محطة سيدي إبراهيم لنقل المسافرين، ومحطة سيارات الأجرة الناقلة عبر الولايات، ووصولا إلى محور الحطاب. والملفت في الأمر أن من بين “الفرودورة” أشخاص استخرجوا سياراتهم عن طريق الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب “أنساج”، إذ أنهم يستغلون سياراتهم باهظة الثمن، لغير الهدف الذي منحت لهم لأجله، ولعل ما فاقم من هذا الوضع هو إعادة “أنساج” لمشاريع النقل، بسبب احتجاج الشباب عليها. وهناك فئة أخرى تستغل السيارات الخاصة بالشركات التي يعملون فيها، للعمل ك«فرودور”، وذلك خارج ساعات الدوام. وفي ظل الغياب شبه الكلي للرقابة، وصل الأمر بأن يتحول أعوان تابعين لهيئات نظامية إلى “فرودورة”، عوض أن يكونوا هم من يمنع انتشار هذه الظاهرة. وهناك بعض من سائقي الأجرة الموازيين، من يطلون سيارات بالأصفر ويضعون عليها أرقاما وهمية لإيهام الجميع بأنه سائق سيارة أجرة شرعي. وهذا الوضع أثار سخط أصحاب سيارات الأجرة الرسميين من هذا التجاوز الذي يهدد قوتهم اليومي، في الوقت الذي تلتزم فيه نقابتهم الصمت تجاه هذه الوضعية، إذ أنها لم تشتكي للسلطات الوصية. وهذا يحدث في ظل وجود أزمة كبيرة للنقل في مدينة عنابة، ما أدى إلى انتشار هذه الممارسات غير الشرعية، وباتت سيارات “الفرود” الوسيلة الوحيدة التي يجدها المواطنون من أجل التنقل.