إنهزم المنتخب الوطني الجزائري، مساء أمس الثلاثاء، بهدف دون رد أمام شقيقه التونسي، ورهن حظوظه في المرور للدور ربع النهائي مبكّرا. وأجري هذا اللقاء بملعب "روايال بافوكينغ" المتواجد ببلدة روستنبورغ الجنوب إفريقية، تحت إدارة حكم الساحة الغامبي بكاري غاساما، في إطار الجولة الأولى من دور المجموعات لنهائيات "كان" 2013. وسجّل "نسور قرطاج" الهدف الوحيد والثمين بواسطة البديل صانع الألعاب يوسف المساكني في الوقت بدل الضائع للقاء. تفاصيل المباراة استهل المنتخب الوطني المباراة بقوة باحثاً عن الأخذ بزمام المبادرة منذ البداية إذ كان سباقاً على الكرة وحاول التبكير بالتسجيل حتّى يسهل من مهمته في بقية أطوار المواجهة. في المقابل بدت العناصر التونسية متحفظةً واختارت التعويل على الهجمات العكسية الخاطفة، وتميّزت المباراة - في العموم - بسيطرة "محاربي الصحراء"، حيث أهدروا عديد الفرص التهديفية، لاسيما تلك التي كان وراءها متوسط الميدان فؤاد قدير والمهاجم إسلام سليماني، أمام منافس لازم اللعب الحذر مع شن "الغارات" المرتدة. وشهدت الدقيقة 12 أول تهديد على المرمى في المباراة لمصلحة "الخضر" حيث تلقى إسلام سليماني تمريرة طويلة في عمق الدفاعات التونسية حولها إلى مرمى بن شريفية الذي أبعدها إلى ركنية لكن حكم المباراة احتسبها تسلل. واضطر سامي الطرابلسي مدرب المنتخب التونسي لإجراء تبديل اضطراري بعد إصابة عصام جمعة ليدخل مكانه حمدي حرباوي. الانطلاقات الجزائرية من الجهة اليمنى استمرت وأسفرت عن ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء تصدى لها الدفاع التونسي بسهولة. وكاد المنتخب الوطني أن يسجل الهدف الأول في الدقيقة 25 عندما انطلق إسلام سليماني على الجهة اليسرى ودخل إلى منطقة الجزاء التونسية ليسدد الكرة بالمرمى لكن في نفس المكان الذي يتمركز فيه معز بن شريفية. تعالت وتيرة الهجوم الجزائرية حتى أسفرت عن تهديد خطير على المرمى التونسي عندما لعب فيغولي عرضية خطيرة على رأس إسلام سليماني الذي حول الكرة برأسه صاروخية نحو الشباك لكنها ارتطمت في العارضة لتضيع أخطر فرص المباراة على المنتخب الوطني. وفي ظل السيطرة الجزائرية المتواصلة نفذت تونس هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 43 وضعت صابر خليفة في مواجهة الحارس الجزائري ليطلق قذيفة أنقذها مبولحي ليحافظ على نظافة شباكه في شوط المباراة الأول. ومع بداية الشوط الثاني أجرى سامي الطرابلسي التغيير الثاني بإشراك أسامة الدراجي بدلاً من مجدي تراوري. وتبدلت الأوضاع في الشوط الثاني من المباراة وسيطرت تونس على مجريات اللعب في الدقائق العشرة الأولى لكن دون خطورة تذكر على مرمى "الخضر" وعادت الجزائر للهجوم مرة أخرى في الدقيقة 56 بعدما انطلق جمال مصباح من الجهة اليسرى ليطلق قذيفة أرضية مرت بجوار القائم الأيسر للحارس معز بن شريفية. وسرعان ما انكمش المنتخب التونسي مثلما حدث في شوط المباراة الأول لتسيطر الجزائر مجدداً وتتوالى الهجمات الخضراء على المرمى التونسي لكن جميعها انتهت عند أخر خط للدفاعات التونسية. وفي الدقيقة 70 انطلق عدلان قديورة وشق الدفاع التونسي حتى وصل إلى حدود منطقة الجزاء وأطلق قذيفة صاروخية مرت فوق مرمى بن شريفية بقليل لتخرج إلى ضربة مرمى. وجاء رد المنتخب التونسي قوياً في الدقيقة 76 بعدما أسفرت هجمة مرتدة سريعة عن إنفراد البديل حمدي حرباوي بالحارس مبولحي ليسدد الكرة قوية باتجاه المرمى لكنها مرت بجوار القائم الأيمن بقليل لتضيع أخطر فرص المنتخب التونسي في المباراة. وأهدر الفريق الجزائري هدفاً محقق في الدقيقة 86 بعدما ارتطمت الكرة العرضية من فيغولي بدفاع الفريق التونسي لترتد في سليماني وتمر بجوار القائم الأيمن بن شريفية. وقبل نهاية المباراة بلحظات استحوذ يوسف المساكني على الكرة على حدود منطقة الجزاء ليطلق قذيفة قاتلة مرت إلى أقصى الزواية اليسرى لتعانق الشباك الجزائرية. الفوز منح المنتخب التونسي أول فوز في البطولة ووضعه في المركز الثاني خلف كوت ديفوار بفارق الأهداف وبنفس الرصيد من النقاط.