يعيش الشارع التونسي منذ اغتيال الناشط السياسي و الحقوقي شكري بلعيد حالة غير مسبوقة من الرعب و الخوف من المجهول حيث اعتبر العديد من التوانسة على اختلاف مشاربهم الايديولوجية و السياسية و الاجتماعية بان تونس الخضراء مهددة في استقرارها و امنها و مصيرها مفتوح على المجهول وان الصراع على السلطة بين الغنوشي و الباجي قايد السبسي ستكون نتائجه كارثية مالم يتم الرجوع للحكمة و الحوار و في جولة ماراطونية قامت اخر ساعة بها بتونس العاصمة و خاصة بشارع بورقيبة و الذي بالمناسبة تحول الى ثكنة كبيرة تحاصره الاسلاك الشائكة في كل الزويا تملؤ الآليات العسكرية معظم مداخله و مخارجه فقد اكتشفنا جملة من الحقائق و التغيرات الجديدة في المجتمع التونسي و ابرزها ان جميع التوانسة بدون استثناء لا يتكلمون في اي شيء الا في السياسة و التي اصبحوا مغرمين بها الى حد الادمان و اضافة الى ذلك فإن التونسي لم يعد مسالما و متسامحا و دمه باردا حيث اصبح يتخيل ا نه البطل و كل الشعوب الاخرى منبطحة و انا اتجول و احاور و اناقش البعض منهم رجعت بي الذاكرة الى الجزائر سنة 1991وما ترتب عنها من جرائم الفيس المنحل فالتحريم و التكفير و التخوين مصطلحات اصبحت متداولة على نطاق واسع في المجتمع التونسي بعد الاطاحة بنظام بن علي . اغتيال شكري بلعيد رفع اسهم زين العابدين بن علي الى السماء اجمع عدد من التوانسة الذين التقت بهم اخر ساعة بان اغتيال المناضل شكري بلعيد كان اخر مسمار يدق في نعش الثورة حيث اكد وليد س و هو ضابط شرطة من معتمدية فرنانة و الذي يعمل بالعاصمة بان قبل مقتل شكري بلعيد كان حوالي 30بالمئة من الشعب يتأسف و يتحصر على أيام بن علي بالرغم من سوادها الا انه بعد ان اصبح القتل يطال الخصوم السياسيين في عهد الغنوشي و حكومة النهضة فقد اجزم وليد بان اكثر من 80بالمئة من الشعب حاليا و في مثل هذه الظروف يتاسفون على ايام بن علي و يتمنون عودتها اما فيصل الدهماني و هو شاب لا يتجاوز عمره 24 سنة و يعمل في ورشة بناء الطريق السيار باحدى المدن التونسية فقد شاطر راي وليد و اجزم بان تونس دخلت في حائط و ان زمن بن علي اصبح جنةمقارنة مع جهنم الفوضى التي و قعت فيها البلاد . ثورة اخرى في تونس قادمة لا محالة لهذه الاسباب اما عبد الحميد و هو تاجر اسماك بالسوق المركزي بتونس العاصمة فيرى بان اسقاط الحكومة الحالية بقيادة النهضة ستسقط لا محالة و ان ثورة ثانية ستندلع بتونس بسبب غلاء الاسعار وغياب هيبة الدولة اضافة الى فتنة الاحزاب و الضغط كما يقال حسب عبد الحميد يولد الانفجار واضاف بان الشعب مهدد بالجوع و الارهاب وبالتالي سياتي يوم الحساب و الشارع التونسي حسبه على فوهة بركان و الوضع قابل للاشتعال في اية لحظة. الطرابلسية كانو يمتصون دم الاغنياء و لاعلاقة لهم بالشعب اما الزعماء الجدد فقد انهكوا الشعب و افقروه اما منجي السلياني و هو صاحب مؤسسة خاصة و له استثمارات خاصة في ليبيا فقد اعتبر بان الزيادات الجنونية في اسعار الوقود و المواد الغذائية بشكل فاحش جعل الشعب في حالة يرثى لها و اعتبر المعني بان وعود حكومة الجبالي كانت حبر على ورق و خطاب الحملة الانتخابية لم يجسد اطلاقا على الارض و بالمناسبة يضيف السيد منجي بان الطرابلسية اصهار بن علي كانوا يبتزون كبار رجال الاعمال و المستثمرين لكنهم رغم ذلك وفروا بعض المكاسب لتونس اما حكومة النهضة فانها منيت بفشل ذريع و بالتالي فان الوضع الاجتماعي كارثي و ان لم تتدخل الحكومة في وقت قياسي فستحدث اضطرابات تمس الأمن و الاستقرار. النهضة و الباجي القايد السبسي و اتحاد الشغل اقوى الاطراف الفاعلة في المشهد السياسي بالرغم من ان عدد الاحزاب السياسية في تونس يفوق ال 100حزب الا ان ما لمسانه وو قفنا علية بالاحياء العتيقة بتونس على غرار القصبة وباب جديد و باب بحر و نهج برشلونة ونهج الدكتور الفونس لوفران و نهج الامام سحنون وعدة محطات اخرى و تحدثنا مع عدد من المواطنين فقد اكتشفنا بان الرفيق السابق لبورقيبة الباجي قايد السبسي و الذي تراس حكومة مابعد بن علي يحظي بتقدير و احترام عدد من التوانسة خصوصا الكهول و كبار السن و الذين يجمعون على ان زعيم نداء تونس هو الوحيد القادر حاليا على اخراج تونس من عنق الزجاجة مثلما فعل قبل ذلك بدورها حركة النهضة و رغم فشله الذريع سياسيا و اقتصاديا الا انها مازالت تملك بعض الاحترام و المساندة من طرف التوانسة خصوصا وسط صغار الموظفين و الفقراء و ضحايا النظام السابق غير ان الشعبية التي يتمتع بها اتحاد الشغل هي الميزة و الاستثناء في المشهد التونسي حيث يتمع بسلطة كبيرة في الاوساط العمالية و التجارية بدليل ان دعوته لاضراب الجمعة شل العاصمة تونس و كل الولايات الاخرى مما يجعل اتحاد الشغل الرقم الاول في المعادلة السياسية و سيكون في الانتخابات المقبلة الطرف الابرز لترجيح كفة الانتخابات بين نداء تونس الذي يتزعمه السبسي و حركة النهضة. 13000 احتجاج و اعتصام في تونس سنة 2012 كشف لطفي خياط رئيس الجمعية التونسية للسياحة بان اضراب الجمعة ستكون له نتائج كارثية على السياحة وانه في ظل تسارع الاحداث خصوصا بعد عملية اغتيال شكري بلعيد فان مستقبل السياحة في تونس بدون امل و اضاف بان سنة 2012 عرفت 13000 اعتصام و إضراب مما جعل السياح يفكرون بجدية في تغيير و وجهتهم و للوقوف على المشهد قمنا بزيارة لعدد من الفنادق فوجدناها خاوية على عروشها على غرار الهناء و افريقيا و الكومدور حيث اجمع مسوؤلون بتلك الفنادق بان الوضع حرج للغاية و ادا ما استمرت الأوضاع على ماهي عليه فتونس مقبلة على كارثة سياحية و أضاف هؤلاء بأنه رغم الإغراءات و التخفيضات لكن دون جدوى باعتبار ان ابرز جاذب للسياح الاجانب لتونس هو الأمن و الأمن غائب.