البطاطا ب70 دج والبصل ب90 دج والفاصولياء ب200 دج، أسعار ليست بالخيالية وإنما هي حقيقة أسواقنا الجزائرية، فالمواطن البسيط أصبح يخشى مهمة التسوق لأنه يدرك تمام الادراك أن دخول السوق ليس مثل خروجه، فهو سيخرج فارغ الجيبين دون أن يضمن امتلاء قفته. عرفت أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا ملاحظا خلال الفترة الاخيرة أرجعها الكثيرون الى الاضطرابات الجوية فيما أكدت جهات أخرى أن الوسطاء لهم دور في التهاب الأسعار. وبين هذا وذاك يبقى المواطن البسيط يدفع الثمن، ببساطة لأنه لم يتمكن من مجاراة الأسعار التي ترتفع يوميا وعلى الأخص بحلول المناسبات. ممثل الاتحاد الوطني يصنف الفلاحين في الحلقة الأضعف أكد السيد بغدادي ممثل عن الأمانة الوطنية للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين لآخر ساعة أن الخضر والفاكهة تباع بضعف أسعارها بأسواق التجزئة عبر البلاد مقارنة مع الأسعار التي يبيع بها الفلاحون منتجاتهم للوسطاء ما يجعلهم يتقاسمون رفقة تجار الجملة والتجزئة نسبة أرباح تقدر بمائة بالمائة وهو الامر الذي يصنف الفلاح في الحلقة الأضعف في حين تدخل باقي ركائز السوق إلى قفص الاتهام لتكون المتهم الأساسي في وصول الخضر والفواكه إلى المستهلك بسعر يلهب جيوبهم.وقد ضرب السيد بغدادي رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين عدة أمثلة « فالفاصولياء« أو اللوبيا الخضراء كما تسمى باللهجة العامية يبيعها الفلاح للتاجر الوسيط بسعر مائة دينار للكيلوغرام الواحد لتصل إلى المستهلك بأسعار تتراوح مابين المائتين والمائتين وعشرين دينارا أما البطاطا فيبيعها الفلاح بحوالي عشرين دينارا للكيلوغرام الواحد لتصل إلى المستهلك بسعر يتراوح مابين الخمسة والأربعين والخمسة والخمسين دينارا أما «الخيار» فيقول محدثنا انه يصل إلى المستهلك بسعر غال يصل إلى مائة دينار في كثير من الأحيان نظرا لان الفلاح يبيعه بسعر يقارب الستين دينارا لارتفاع تكاليف الزراعة في البيوت البلاستيكية ليكون الفلاح بهذا حسب رأي رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين الخاسر الأكبر. أما عن هامش الربح الخاص بالوسطاء وتجار الجملة والتجزئة فقد أشار محدثنا أن السوق يخضع لقانون العرض والطلب رافضا الخوض في التفاصيل. قفة متواضعة لمتوسط الدخل تتعدى الأربعة آلاف دينار شهريا جولتنا انطلقت من سوق التجزئة المركزي وانتهت بسوق الحطاب أين وقفنا على ارتفاع الأسعار مقارنة مع قدرة المواطن متوسط الدخل ورغم ذلك فان الطلب يبقى متزايدا على الخضر والفواكه. وقد قدرنا عقب جولتنا متوسط قيمة القفة شهريا من الخضر والفواكه فقط بأربعة آلاف دينار وهذا لعائلة مكونة من أربعة أفراد وقد ارتكزنا على الأسعار التي وجدناها في أسواق التجزئة حيث وصل سعر « الجريوات» إلى مائة وخمسين دينارا للكيلوغرام الواحد فيما تساوت أسعار الطماطم والباذنجان التي تراوحت مابين الثمانين والمائة دينار وكذلك الأمر بالنسبة «للخيار» من جهة أخرى وصل سعر «الجلبانة « إلى مائة وأربعين دينارا والبصل إلى خمسون دينارا فيما بلغ سعر الجزر أربعون دينارا للكيلوغرام ليبقى سعر البطاطا أكثر الخضر طلبا يتأرجح مابين الخمسة والأربعين والخمسة والخمسين دينارا في حين وصلت «الفاصولياء« إلى أعلى معدلاتها ببلوغها سقف المائتين والعشرين دينارا وبعد معاينة الأسعار كان لنا حديث مع عدد من تجار التجزئة بسوق الخضر والفواكه.