كشفت لويزة حنون عن مساعي منظمة أمريكية غير حكومية تدعى (كونفاس) معروف عنها التغلغل داخل النقابات للتحريض على الثورات. وقالت حنون لدى عرضها التقرير الإفتتاحي لإجتماع المكتب السياسي أمس، أن نشاط المنظمة طال، الجزائر و المغرب، من خلال عملها على “تأسيس حركة انقلابية وزعزعة استقرار الجزائر، بينما ساقت، كذلك مساعي من الداخل تقول فيها أن تنظيم الماك ، لفرحات مهني “ صار يقترح مبلغ 20 ألف دينار كراتب لشباب بغية الإنظمام إليه واستحداث مرتزقة. ودعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، إلى ضرورة اتخاذ “إجراءات ردعية صارمة” في حق المتورطين في قضايا الفساد و بعث إصلاح سياسي “استعجالي” يسلط الضوء على تسيير المال العام. كما طالبت حنون ب«فتح تحقيقات معمقة في قضايا الفساد التي ما فتئت تنفجر بين الحين و الآخر آخرها الفضائح التي مست سوناطراك و ذلك من أجل استرجاع ثقة المواطن في هيبة الدولة”. واعتبرت بأن مكافحة الفساد تتطلب “قرارات ثورية مع تعزيز دور مجلس المحاسبة” معربة في الوقت ذاته عن يقينها بأن الإجراءات “الجريئة” التي ستتخذها الدولة في هذا الصدد “ستحظى بالدعم الشعبي اللامشروط”. وذكرت حنون في هذا الإطار بأن المجموعة البرلمانية لتشكيلتها السياسية كانت قد دقت ناقوس الخطر من خلال مطالبتها الحكومة “مرارا و تكرار” بالكشف عن حصيلة مسار الخوصصة الذي ترى فيه “أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الفساد في الجزائر”. وفي سياق ذي صلة حذرت الأمينة العامة لحزب العمال من “الهشاشة” التي أصبحت تطبع الجبهة الإجتماعية الداخلية كانتشار البطالة و المشاكل الإجتماعية التي يجري توظيفها “لأغراض سياسيوية مشبوهة”. كما ربطت بين هذا “الوضع المتردي و نظام الإنتخابات الجائر الذي فتح الباب أمام أصحاب المال الفاسد و أولئك الذين يصطدون في المياهالعكرة”. ومن بين أهم الحلول الكفيلة بمجابهة هذا الوضع شددت حنون على أهمية “الإلتفات إلى ولايات الجنوب والمناطق النائية في الشمال وإيلاءها الأهمية الكافية من خلال خلق مناصب الشغل و إنشاء مناطق صناعية حقيقية تسمح ببعث سياسة التصنيع”. من جهة أخرى عادت حنون للحديث عن الوضع الأمني بمالي الذي أفرز “نزاعات مفتوحة بين مكونات هذا البلد” مما سيؤدي إلى “انفجار حرب شاملة تمس كل منطقة الساحل” محذرة من “التداعيات الخطيرة” لهذه الحرب على استقرار الجزائر. كما تناولت أيضا تطور الأحداث بكل من تونس ومصر مشيرة الى أنه جرى “تحريف الثورتين عن مسارهما مما يفسح المجال أمام كل الإحتمالات” إضافة إلى التصعيد الذي تشهده سوريا من خلال “إشعال الفتن وتسليح المعارضة المفبركة” في إطار ما اصطلح على تسميته بمخطط الشرق الأوسط الكبير”.