في لقاء خص به آخر ساعة، بمقر القنصلية الفرنسية العامة بعنابة أول أمس، ثمن السيد القنصل العام سامح سفتي الاجراءات الجديدة المتخذة منذ توليه منصبه في 2012 معرجا في حديثه على عدد من المسائل الحيوية التي تربط حاضر ومستقبل البلدين وعلى الخصوص توجهات القنصلية الجديدة التي تمليها سياسة الحكومة الفرنسية الحالية لربط أواصل التعاون بين البلدين. ركز السيد القنصل العام في بداية حديثه، على النشاطات المحددة الموكلة للقنصلية والتي يتم تعزيزها وفقا لتعليمات السفير الفرنسي بالجزائر، وعلى رأسها الدور التمثيلي أمام السلطات المحلية في 14 ولاية شمال شرق الجزائر لتعزيز صورة فرنسا، أهمية احتواء الجالية الفرنسية المقيمة والمتنقلة بالجزائر،بالإضافة الى تسيير ملفات طلب التأشيرة. %71 من طلبات الفيزا تلقى الموافقة وعن ملف التأشيرة، ثمن السيد القنصل العام الاجراءات الجديدة المتبعة في التعامل مع الجزائريين طالبي الفيزا وعلى رأسها تحسين الاستقبال، حيث عمل رفقة والي ولاية عنابة على الاستعجال في اتخاذ التدابير اللازمة لذلك. كما تم توسيع صالة الاستقبال كخطوة لاحتواء المواطن في أحسن الظروف، وفي المقابل أعيد النظر في تكوين الملف بحصر عدد الوثائق المطلوبة. أما مدة معالجة الملفات فشهدت تقليصا نوعيا بعد أن كانت تستمر لقرابة الشهر، لتلقى 71% تقريبا من ملفات طلب التأشيرة القبول، في اطارتسهيل الحركة بين الشعبين وفق ما ينص عليه القانون.ولضمان معلومة نوعية تخدم تنقلات الجزائريين والفرنسيين على حد السواء أجرت مصالح القنصلية تعديلات على موقعها الالكتروني. مشروع مدرسة فرنسية قريبا بناءا على توجيهات السفير الفرنسي بالجزائر وبالتواصل مع الهيئات المحلية يعمل القنصل العام على اثراء ملف مشروع جديد يتعلق بفتح مدرسة فرنسية بعنابة -مفتوحة للفرنسيين والجزائريين- كخطوة لجذب المستثمرين الأجانب، وليس هناك جدول زمني محدد لانطلاقها لكن مختلف اللقاءات الرسمية مع السلطات الجزائرية والمحادثات بين الطرفين تؤكد ان فكرة المشروع تنضج بسرعة في انتظار التجسيد الفعلي وتحديد الخطوط العريضة والاتفاق على برامج التدريس وآلياته. البحث عن مزيد من توائم المدن الجزائرية والفرنسية تطرق السيد القنصل العام الى مشاريع توأمة عنابة وسانت ايتيانودانكارك، مشيرا الى أهمية التلاحم بين 14 ولاية جزائرية لتقريبها الى فرنسا ومحو الحدود الجغرافية. مدعما حديثه بالنجاح الذي يعرفه مهرجان الجاز والقصة بمدينة الجسور المعلقة توأمة غرونوبل، التي عينت كعاصمة للثقافة العربية سنة 2015. في ذات الشأن ركز على أهمية تعزيز جسور التعاون العمراني الثقافي والعلمي في كل الولايات مبديا استعداد القنصلية التام لدعم مختلف مشاريع اعادة تأهيل وتحديث مواقع تاريخية مهمة كالمدينة القديمة بقسنطينة والموروث العمراني والتاريخي لعنابة «والتي بدعم من مسؤولي الهيئات المحلية ستغازل من جديد عشاق لاكوكيت«.كما أكد أن برنامجه يحمل مخطط زيارات لباقي الولايات للتعرف اكثر عليها ولتقريب البلدين ولدراسة امكانية توائم مع مدن فرنسية.وهناك حركية كبيرة بين البلدين أشاد بها القنصل العام بفضل عدد من الاتفاقيات مع مختلف الهيئات والتكتلات كنقابة الاطباء والصيادلة والمحامية وغيرها بالإضافة الى غرفة التجارة لتسهيل حركية المستثمرين وتشجيع الاستثمار الفرنسي بالشرق الجزائري. نفس الحركية يعيشها الباحثون والجامعيون من أجل تبادلات علمية فعالة. انتهاء أشغال ترميم كنيسة سانت أوغستين وشيك وعن أشغال الترميم التي تشهدها كنيسة القديس سانت أغوغستين، أكد القنصل العام انها ستنتهي قريبا لتفتح ابوابها لزائريها بصفة دائمة، أما المقابر المسيحية فأكد أنها ملكية للجزائر وأن القنصلية على تواصل مع الهيئات البلدية لترميم والاعتناء بالمقابر فيما تتكفل العائلات بالاعتناء بالقبور.كما أعرب عن اهتمامه الشديد بالجالية الفرنسية والتي وصل عددها الى غاية ديسمبر 2011 بعنابة حسب موقع القنصلية 6930 ورغبته في جلب سياح فرنسيين لزيارة الجزائر لفتح آفاق تعاون جديدة بين البلدين. أول قنصل فرنسي من اصول عربية في تاريخ الديبلوماسية الفرنسية بالجزائر السيد سامح سفتي فرنسي من أبوين مصريين، أول ممثل ديبلوماسي من اصول عربية في تاريخ الديبلوماسية الفرنسية الجزائرية يعكس الوجه الجديد المتنوع لفرنسا. درس القانون والعلوم السياسية في باريس عمل في وزارة الخارجية، ثم ديبلوماسي في 2000 وقبلها في الادارة الفرنسية، عين ممثل لدى وزارة الخارجية الامريكية في 2010-2009ثم رئيس مكتب سفير بواشنطن ومستشار سياسي للشؤون الافريقية، ليتم تعيينه كقنصل عام للقنصلية الفرنسية العامة بعنابة في أكتوبر 2012. يتحدث جيدا اللغة العربية وعبر لنا بتواضع وابتسامة منذ دخولنا مكتبه عن اعجابه بالشعب الجزائري الذي يعرف الكثير عن الثقافة، الأدب، الموسيقى والتاريخ الفرنسي: «أنا جد محظوظ لأنني عينت كديبلوماسي في فترة أثبتت فيها الحكومة الفرنسية رغبتها وارادتها في طي صفحة الماضي فبين البلدين قصص مشتركة وعلاقة تاريخية قوية يجب استثمارها أحسن استثمار» هكذا اختتم السيد القنصل العام حديثه مع أخر ساعة.